الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

شعبي يقول عليا ايه متواطئ معاكم

العنوان هو اقباس مما جري علي لسان أحمد ذكي في فيلم ايام السادات وقفز الي ذهني اثناء التفكير في المزايدات التي تجري علي دور مصر الأن في أحداث غزة وكيف تناول هذا المشهد الالعاب السياسية القذرة التي تقوم بها اسرائيل دبلوماسيا لكي تخرج فائزة ونجحت لعبت الدبلوماسية الاسرائيلية في تحويل العرب الي الاتهامات المتبادلة متشحين بالحنجورية المزمنة المصابين بها منذ الازل بدلا من البحث عن الحلول ووقع الاعلام العربي في الفخ و وقعت الدبلوماسية المصرية في الفخ الدبلوماسي الاسرائيلي مصر التي كرثت اللعب الدبلوماسي والفخاخ العميقة للضغط علي اسرائيل سقط منها اللعب والتفهم لما يحدث فانبرت الحكومة المصرية لتغسل سمعتها من جراء اللعبة القذرة التي لطختها واستعانت بعناصر ليست فوق مستوي الشبهات لتقوم بعملية الغسيل ونسيت ان تشرح للجماهير الالعاب الدبلوماسية او لا ترغب في ذلك حتي لا تكشف وسيلة ضغطها علي اسرائيل فبسلاحها استخدم ضدها
وعادة ما يحدث الاتي فمن المتوقع ان تستدعي مصر احتياطي الجيش المصري وتضعه تحت اهبة الاستعداد
ولكن هل يقتنع احد بعد ان تمت هذه اللعبة عدت مرات ونذكر الاجتماع المصري السعودي السوري الذي رسى علي مفيش
اصبحت الالعاب الدبلوماسية مكشوفة ولا يغتر بها سوي الشعب العربي والاعلام العربي الغر فصدق تمثيلية لفني لايقاع العرب في مصر ونسي دورها وهذا ليس بتبرير
ولكنه رؤية لما حدث فكفوا افواهكم النتنة عن مصر فرائحة افواهكم يفوح منها الخبث النتن بحثا عن مكاسب علي حساب ام الدنيا

الخميس، 18 ديسمبر 2008

تحرش جنسي

أفكار حول التحرش الجنسي في مصر
هناك حالة من النقاش العام حول ظاهرة التحرش الجنسي في مصر وذلك بعد تسجيل مجموعة من المدونين لهذه الظاهرة بمختلف الوسائل التقنية ونشر هذه التسجيلات علي الانترنت مما صد الأبواب في وجه من ينكروها وكان من تسجيلاتهم يتضح أن حالة التحرش الجنسي الجماعي الصادرة من مجموعات غير متجانسة من الشباب الذكور ضد أي أنثى دون تمييز في الشارع دون مداراة أو حتى افتعال أسباب مما يشير إلي أن الظاهرة مختلفة عن الموضوعات المدروسة في الأطر الاجتماعية فهذه الظاهرة الجديدة هي تطور لمفاهيم التحرش السابقة التي كانت تقتصر علي حالات فردية وليس تحرش جماعي دون تمييز
فيتضح لنا عناصر مميزة لهذه الظاهرة والتي تجعلها جديدة
أن الفاعل هنا مجموعات وليس فرد أو أفراد
ارتكاب أفعال جنسية سواء بالفظ أو اللمس أو أكثر دون تمييز
ضد أي أنثي دون تمييز
في الطريق العام
ويكون الحدث مواكبا لفترة الأعياد أو المواسم
ويكون مواكبا للتزاحم علي أماكن اللهو أو قضاء وقت العيد مثل السينمات والملاهي والحدائق العامة
(فاعل – فعل – مفعول به – زمان – مكان )
ويرجع الناس بذاكرتهم الحديثة حول بداية الظاهرة فيربطون بينها وبين ظاهرة التحرش الجنسي في الأتوبيسات العامة في سبعينات القرن العشرين حيث كان الازدحام الشديد الناتج عن زيادة السكان في ظل ثبات الخدمات وعدم زيادتها فكانت التشبيهات لوسائل النقل العام أنها مثل علبة السردين او البلوبيف ليعبر اللفظ عن التصاق الأجساد والتحامها وهناك قصيدة شهيرة للتعبير عن هذه الظاهرة وهي قصيدة ع المحطة للشاعر أحمد فؤاد نجم
وفي ظل وجود سبب تتغيب فيه الإرادة وتنتفي أو تضيع بين طرفيها لتصل إلي أن حلها في موصلات أخري أو سيارة اجري تاكسي أو المترو نجد أن الظاهرة كادت أن تختفي بزوال أسبابها أو سببها الأساسي وهو وسيلة النقل العام المزدحمة
والبعض كان يرجع هذه الظاهرة في السبعينات إلي الجرأة الشديدة التي كانت السمة المميزة للسيدات هذه الفترة وسيادة الأفكار التقدمية مثل حرية الجسد والمساواة في حق المبادرة للمرأة في مقابل تشتت المجتمع حول تقبل هذه المفاهيم أو الرجوع لأخلاق القرية وقيمها فكانت فترة تصارع فيها القيم الاجتماعية كانعكاس لصراع الأيدلوجيات الساسة في مصر كل يحاول أن يجعل مرجعياته اتجاه سائد
ولكن الظاهرة التي انكشفت في 2007 مختلفة عن الظاهرة السبعينية و لا يجود تشابه سوي في الفعل الجنسي فقط فالظاهرة الجديدة لها مظاهر خطيرة مثل عدم التميز و غياب الإرادة للطرف المفعول به
لذا لمحاولة علاج هذه الظاهرة اجتماعيا وليس امنيا يجب البحث عن أسبابها وقبل معرفة أسبابها يجب أن نعرفها فما هو الذي يعد تحرش وما الذي يعد مجرد مغازلة مقبولة وما الحد الفاصل بين التحرش والمغازلة وما الفارق بين التحرش وانتهاك الحرمات أو الاغتصاب أو خلافه
( تعريف التحرش الجنسي – مظاهره – أنواعه – تمييزه عن غيره – أسبابه – العلاج ).
تعريفي للتحرش الجنسي :
هو فعل جنسي خادش للحياء يصدر من شخص ضد شخص أخر دون إرادة من الموجه إليه الفعل
عناصر التحرش الجنسي
الفعل الجنسي الخادش للحياء سواء باللفظ أو بالفعل
صادر الفعل من طرف أول فاعل بإرادته المنفردة دون تشجيع من الطرف الثاني
صادر ضد طرف أخر دون أراده منه وقد تصاحبه المفاجأة حتى لا يستطيع اخذ مبادرة بالاحتراز من فعل الطرف الأول
عدم رضا الطرف المفعول به سواء قبل الفعل أو بعده
مظاهر التحرش الجنسي
تحرش جنسي بالفظ : مثل إصدار أقوال فاحشة أو ألفاظ تدعوا لممارسة الفحشاء أو ألفاظ واصفة بطريقة مبتذلة ومسيئة لأعضاء جنسية للطرف المفعول به
تحرش جنسي باللمس : مثل الاحتكاك الجسدي والمداعبة الجنسية بالمس باستخدام اليد او الجسم كله ضد أماكن حساسة وجنسية بالطرف المرتكب ضده الفعل
تمييز التحرش الجنسي عن غيره :
التحرش الجنسي والاغتصاب:
التحرش يقتصر علي مجموعة من الأفعال والأقوال دون ممارسة الفعل الكامل أو محاولة المواقعة فهما يتفقان في الإرادة المنفردة للفاعل وغياب إرادة المرتكب ضده الفعل الإكراه المفاجأة التغييب
التحرش الجنسي والمغازلة:
أهم فارق بينهم هو وجود إرادتين متماثلتين فقد تكون اصدر الطرف الأخر مؤشرات تعطي الانطباع بالرغبة في المغازلة أو يصدر منه ما يعني قبوله لما صدر ضده من أفعال
وغالبا ما تختفي عن المغازلة الحس الجنسي ودائما تكون عن تمييز لشخص محدد
القبول التمييز المؤشرات
أسباب الظاهرة
الكبت الجنسي هو المتهم الرئيسي في ظاهرة التحرش الجنسي ولكن ما هو مفجر هذا الكبت الجنسي انتشار الأفلام الإباحية وسهولة الحصول عليها في ظل التطور التكنولوجي سواء بتبادلها علي التلفون المحمول أو الحصول عليها من مواقع الانترنت دون فرصة تفريغ للشحنات الجنسية الناتجة عن الإثارة من رؤية الأفلام الإباحية وان الظاهرة يغلب عليها الشباب صغير السن تحت سن 18 عام فغياب مقومات الضمير والتحكم في النفس
( أسباب فردية للفاعل والمفعول - أسباب مجتمعية )
أسباب مجتمعية
التناقض الثقافي في المجتمع المصري
سيادة الشعور بنقص اللذة والسعادة في الحياة مما يدفع إلي الجنس كمصدر للذة والسعادة
الإعلام المفتوح وتأثر به مثل القنوات الفضائية الخارجة والإباحية ورغبة المراهقين في التجربة والتقليد دون أي توجيه
الصحبة السيئة ونقل الخبرات الغير صحيحة في ظل غياب التوجيه الأسري
تناقض المعايير المجتمعية والمبادئ والقيم وسيادة قيم أعلاء الرغبة وفعل ما أريده بغض النظر عن الآخرين المهم اعمل اللي أنا عاوزه
تأخر سن الجواز و كثرة وجود نماذج للمتبتلين والعوانس دون زواج ناتجة عن عوامل اقتصادية مما أدي إلي غياب الأمل من خوض تجربة الجنس بسبل شرعية الزواج
سوء الأحوال الاقتصادية في مقابل تجريم البغاء أدي إلي عدم توفر منافذ شرعية مناسبة في ظل رفض مجتمعي للبغاء في العلن وممارسته في السر
استعراض وتقليد الملابس المثيرة إلي حد الاستعراء
العلاج :
كيف يكون علاج مجتمع متناقض دون اللجوء إلي إعلاء القيم الدينية التي تستخدم غالبا بأسلوب خاطئ يؤدي إلي زيادة في الكبت الجنسي
التوجيه الأسري لأولادها وليس الرقابة الصارمة التي تؤدي لنتائج عكسية
تفهم الأبناء واحتوائهم وتوجيه نشاطاتهم إلي اتجاهات مفيدة والعمل اليدوي والأنشطة الرياضية
توجيه الأبناء في فترة الأعياد والمواسم إلي البحث عن اللذة والسعادة في أشياء أخري غير الجنس مثل نشوة الانتصار في الألعاب الرياضية
عدم ربط السعادة واللذة بالجنس
وهذا ليس كل شئ وإنما هو مجرد محاولة وأفكار حول التحرش الجنسي داعيا إلي دراسته بشكل علمي وموسع

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

القاهرة الفاطمية

سار الجيش الفاطمي بقيادة جوهر الصقلي في مدينة الفسطاط بعد الاستيلاء عليها من بقايا الاخشيدين وهو يحمل لواء النصر حتى حط الرحال في السهل الرملي الواقع إلي الشمال من الفسطاط وهو سهل يحده من الشرق جبل المقطم ومن الغرب خليج أمير المؤمنين وكان السهل خاليا من البناء إلا قليلا مثل بقايا بستان كافور الإخشيدي وحصن صغير يسمي قصر الشوك ودير مسيحي يعرف بدير العظام وفي هذا السهل اختط جوهر في ليلة وصوله رابعة مدن مصر الإسلامية التي قرر تأسيسها لتكون مدينة ملكية حصينة للخليفة وأتباعه كما اختط القصر الفاطمي الذي أعده ليستقبل مولاه المعز لدين الله وحينما أتت وفود أعيان الفسطاط في صباح اليوم التالي لتهنئته بالفتح وسلامة الوصول وجدوا أن مواضع أسس البناء الجديد كانت قد حفرت وبني جوهر سورا خارجيا من اللبن علي هيئة مربع طول كل ضلع من أضلاعه حوالي 1200 متر أدرك المقريزي في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي جزءا منه فيما بين باب البرقية ودرب بطوط خلف السور الحالي الذي بناه فيما بعد صلاح الدين الأيوبي وابدي دهشته من كبر حجم الطوب المستخدم في البناء إذ بلغ طول الواحدة منه قدر ذراع في ثلثي ذراع كما أشار أن هذا السور كان من السمك بحيث يستطيع ان يمر فوقه فارسان جنبا إلي جنب ونظرا لان الأعمال الإنشائية قد تمت في ليلة وصول الجيش الفاطمي فان جوهر الصقلي قد لاحظ في صباح اليوم التالي إن جدران السور و القصر جاءت غير معتدلة فلم تعجبه ومع ذلك فقد تركها علي حالها واستمر في تشييد البنيان حتى أكمله وكان كل ضلع من أضلاعه يواجه احدي الجهات الأصلية إلي حد كبير فقد كان الضلع الشرقي في محاذاة جبل المقطم والضلع الغربي في محاذاة الخليج والضلع الجنوبي في مواجهة مدينة الفسطاط والضلع الشمالي في مواجهة السهل الرملي وقد ضم هذا السور جميع المنشات الداخلية بالقاهرة فبدت المدينة كأنها حصن عظيم يدور حوله سور سميك وقد أختلف المؤرخون في الغرض الذي أقيم من أجله فمنهم من قال إن جوهرا قصد باختطاط القاهرة أن تصير حصنا فيما بين القرامطة وبين مدينة مصر ليقاتلهم دونها فأدار السور علي مكانه الذي نزل فيه عساكره وأنشأ داخل السور جامعا وقصرا واعتبرها معقلا يتحصن به وتنزله عساكره وحفر الخندق من الجهة الشمالية ليمنع اقتحام عساكر القرامطة إلي القاهرة وما وراءها من المدينة .. ويري آخرون إن في هذا السور هدفا ارستقراطيا يختلف عن هدف التحصين ليكون من داخل السور بمعزل عن العامة ومن الممكن أن يكون قصد الهدفين معا بمعني انه حصن المدينة تحصينا كافيا وأعاق عامة الشعب في الفسطاط والعسكر والقطائع من الوصول إلي القاهرة فقد كان محظورا علي أي فرد اجتياز أسوار القاهرة إلا إذا كان من جند الحامية الفاطمية أو من كبار موظفي الدولة كما كان الدخول إليها وفقا لتصريح خاص عن طريق الأبواب الثمانية التي فتحها جوهر في السور وهي : اثنان في السور الشمالي هما باب الفتوح وفي شرقه باب النصر و باب بعقدين في السور الجنوبي يطلق عليه باب زويله افتتح إلي الغرب منه باب أخر سمي باب الفرج أما بابا الضلع الشرقي للسور فهما باب البرقية ويعرف باسم باب التوفيق والباب الثاني هو باب القراطين ويعرف باسم الباب المحروق وسمي بالحروق لما حرقه المماليك الهاربين بعد مقتل الأمير أقطاي حيث تركوا منازلهم في أثناء الليل وتقدموا نحو هذا الباب فوجدوه مغلقا فأوقدوا النار فيه حتى سقط من الحريق وخرجوا منه وفي الضلع الغربي كان هناك بابان باب القنطرة بناه جوهر بعد سنتين من بناء السور وأقام أمامه قنطره فوق الخليج ليمشي عليها إلي المقس ليدافع عن القاهرة ضد القرامطة والأخر باب سعادة الذي عرف بهذا الاسم تيمنا باسم سعادة بن حيان غلام الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ويجمع الباحثون الذين تناولوا موضوع تأسيس مدينة القاهرة علي صحة القصة المتواترة في المصادر بصدد اعتماد جوهر القائد علي المنجمين عند بناء السور إذ أصدر إليهم الأوامر باختيار طالع سعيد لتأسيس أسوار القاهرة وأبوابها وقصورها وعندما حفرت الخنادق لبناء أسس الجدران ثبتت فيها قوائم ربطت بحبال علقت عليها أجراس حتى إذا حانت الساعة المحددة أرسل المنجمون الإشارة الخاصة بالبدء في العمل وأمر العمال بان يقفوا علي تمام الأهبة لإلقاء مواد البناء في الخنادق المعدة لذلك عندما تدق الأجراس ولكن قبل ان تحين اللحظة المقررة وقع غراب علي الحبال المشدودة فدقت الأجراس فظن العمال ان المنجمين أعطوا إشارة البدء في العمل فالقوا الأحجار ومواد البناء في الخنادق المحفورة بينما كان كوكب المريخ في الطالع وكان يطلق عليه قاهر الفلك فسميت القاهرة . ومع هذا هناك من يشكك في هذه الرواية لمشابهتها لرواية بناء الاسكندر للإسكندرية وإنها مجرد خرافةفمدينة القاهرة عرفت في أول الأمر باسم المنصورية تيمنا باسم المنصورية التي أنشاها المنصور بالله ثالث الخلفاء الفاطميين خارج مدينة القيروان بشمال إفريقيا ولم تعرف بالقاهرة إلا بعد أربع سنوات بعد أن حضر الخليفة المعز إلي مصر ورأي من قرأته الخاصة للطالع أن هذه التسمية فال حسن إذ رأي أن اسم القاهرة مشتق من القهر والظفر فأطلق عليها اسم القاهرة وهناك البعض يقول إن موقع القاهرة لم يرق في نظر الخليفة لأنها بغير ساحل وانه وجه اللوم إلي جوهر قائلا فاتك عمارة القاهرة علي الساحل عند المقس فهلا كنت بنيتها علي الجرف . أي منطقة الرصد في جهة مصر القديمة لان هذه المنطقة كانت تشرف علي النيل وبركة الحبش وجمعت بين السهل والجبل وبين الخضرة والماء والسور الذي بناه جوهر لم يعمر أكثر من ثمانين عام إذ كان قد تهدم في عصر الخليفة المستنصر بالله فأستبدل به بدر الجمالي وزير الخليفة المستنصر سورا أخر بناه ثلاثة من الأخوة أحضرهم من مدينة الرها في شمال العراق بأرض أرمينية وذلك بعد أن وسع رقعة القاهرة بمقدار 150 مترا شمال السور القديم وحوالي ثلاثين مترا إلي الشرق ومثلها إلي الجنوب وقد تم تشييد هذا السور موازيا للأسوار القديمة من الحجر المنحوت المصقول السطح المثبت في مداميك منتظمة ليكون أوفي بأغراض الدفاع عن القاهرة وقد بقي من هذا السور ثلاث أبواب مهمة هي باب النصر وباب الفتوح شمالا وباب زويلة جنوبا وأقدمها جميعا باب النصر المعروف بباب العز الذي شيد بين برجين مربعين نقش علي أحجارهما رسوم تمثل بعض آلات القتال من دروع وسيوف ويعلو الباب فتحات أعدت لكي تصب منها المواد الحارقة علي العدو المهاجم ولكل برج سلم يوصل إلي دوريين آخرين فوق الدور الأرضي المصمت وبالدور الأوسط حجرات تسقفها قباب ضحلة شيدت من أحجار منحوتة ويتوج باب النصر شريط به نقش كتابي بالخط الكوفي يسجل لنا تاريخ إنشاء هذا الباب والسور ويعلو المدخل عقد مستقيم من صنج معشقة في شكل زخرفي وقد أقيم باب الفتوح المعروف بباب الإقبال في العام نفسه ولكنه يختلف تخطيطه عن باب النصر فبرجيه مقوسا القاعدة وقد حليت جوانبهما بعقدين مغلقين تحت حجارتهما علي هيئة وسائد حجرية صغيرة متلاصقة ويتوج مدخله مجموعة من العقود زينت بأشكال متنوعة من أزهار ونجوم وفصوص شبيهة بالعمارة المغربية في تونس كما أن ممر البوابة تعلوه قبة ضحلة مشيدة من الحجر فوق مثلثات كروية علي حين سقفت أبراج الدور الأوسط بقبوات متعارضة أما باب زويلة فقد تم تشيده مع السور الجنوبي للقاهرة وكان يتقدمه ذلاقة كبيرة تغير بعض مظاهرها في زمن السلطان الكامل الأيوبي وبرجي باب زويلة مقوسي القاعدة ويشبهان برجي باب الفتوح لكنهما أكثر استدارة وممر الباب يعوه أيضا قبة ضحلة ترتكز علي مثلثات كروية وان كانت اغلب زخارف واجهته قد اختفت تماما .وفي قلب هذه المدينة نمت بذور العمارة الفاطمية حيث وضع جوهر القائد أساس السور المحيط بالقاهرة والقصر الكبير الذي أعده لنزول الخليفة المعز وقد تلاشي هذا القصر عقب سقوط الدولة الفاطمية ولم يبق لنا منه سوي الوصف الذي جاء في الكتب التاريخية حيث تصفه بان كان له تسعة أبواب ويشغل مساحة تقرب من سبعين فدان من 340 فدان تشغلهم القاهرة حينئذ وانه كان يتألف من خطط وأحياء تخترقها الطرقات والمسالك التي تفضي إلي أجزائه المختلفة فوق الأرض أو في داخل السراديب المارة تحت الأرض وكانت تضيئه الرحبات الكبيرة غير المسقوفة أو الأفنية الصغيرة وكانت بعض السراديب مظلمةوكان بالقاهرة قصر أخر إلي الغرب من هذا القصر عرف بالقصر الغربي شيده الخليفة العزيز بالله وكان له عدة أبواب أهمها باب السباط وباب التبانين وباب الزمرد وكان يتصل بالقصر الكبير الشرقي بواسطة سرداب تحت الأرض كان ينزل منه الخليفة ممتطيا ظهر بغلته تحيط به فتيات القصر وقد تم بناء هذا القصر في زمن الخليفة المستنصر وكان يشتمل عدة أماكن منها قاعة كبيرة سكنتها ست الملك أخت الخليفة الحاكم بأمر الله والتي أقيم عليها فيما بعد بيمارستان المنصور قلاوون وكان أمام القصر الكبير الشرقي وفيما بينه وبين القصر الغربي ميدان فسيح كانت تقام فيه حفلات عرض الجيش حيث يقف فيه عشرة آلاف بين فارس و مرتجل واشتهر فيما بعد باسم بين القصرين كما كان هناك ميدان آخر بجوار القصر الغربي يجاور البستان الكافوري المطل علي الخليج والي جانب هذه القصور التي عرفت باسم القصور الزاهرة احتوت القاهرة علي مجموعة أخري من المباني منها دار الضيافة ودار الضرب سك النقود والمنظرة بالجامع الأزهر والمنظرة بجوار الجامع الأقمر ودار الحكمة والتربة المعزية التي عرفت بتربة الزعفران وغيرها

نجيب محفوظ والجمالية

اثري نجيب محفوظ المكتبات العربية والعالمية بأكثر من 47 عنوان بين رواية ومجموعة قصصية وكان ومازال اسمه احد العلامات الأدبية المميزة لمصر وكان تميزه بالمدرسة الواقعية نابعة من تأثره بالمكان الذي عاش حياته فيه وطفولته التي قضاها في الجمالية فاخرج إبداعاته من الثلاثية وخان الخليلي وملحمة الحرافيش وغيرهم من الكتابات التي ربطت اسمه بالجمالية وروائعه التي خلدت حواريها و أزقتها فقد ولد نجيب محفوظ في الجمالية يوم الاثنين 11 ديسمبر عام 1911 وتحديدا في منطقة بيت القاضي وكان حبه لحي الجمالية ليس له مثيل فقد ظل يحمل هذا الحب بين ضلوعه حتى لحظاته الأخيرة فكان يأخذه الشوق إليه فيطلب الانتقال إلي الحي فيمر من كوبري الأزهر ليري الحي في أواخر أيام حياته ويصف حبه للحي ( منذ مولدي في حي سيدنا الحسين وهذا المكان سكن وجداني عندما أسير فيه اشعر بنشوة غريبة جدا أشبه بنشوة العشاق كنت اشعر دائما بالحنين إليه لدرجة الألم والحقيقة إن الم الحنين لم يهدا إلا بالكتابة عن هذا الحي حتى عندما اضطرتنا الظروف لتركه والانتقال إلي العباسية كانت متعتي الروحية الكبرى هي أن اذهب لزيارة الحسين وفي فترة الأجازة الصيفية أيام المدرسة والتلمذة كنت اقضي السهرة مع أصحابي في الحسين ونقلت عدوي الحب لهذا الحي إلي أصدقائي فتحت أي ظرف لابد أن تكون السهرة في الحسين وحتى لو ذهبنا لسماع أم كلثوم وتأخرنا إلي منتصف الليل لا نعود إلي منازلنا إلا بعد جلسة طويلة في الفيشاوي نشرب الشاي والشيشة ونقضي وقتا في السمر والحديث )هكذا كان يصف نجيب محفوظ حبه للجمالية وعشقه المعدي إلي أصدقائه الذي تحول إلي معدي لقرائه في جميع أنحاء العالم فسري هذا العشق إلي كل زائر لها وأصبح جزء من كيانه و وجدانه لا يستطيع نسيان لياليها ولكن أين ولد نجيب محفوظ في الجمالية وأي بيت هذا الذي نبت فيه هذا المبدع يقول ( كل أخوتي ولدوا في بيت بدرب القزازين وأنا الوحيد بينهم الذي ولدت في بيت القاضي والمكانان في الجمالية وإذ لم تخني الذاكرة فقد كان عنوان بيتنا هو رقم 8 في ميدان بيت القاضي وكان مواجها لقسم الجمالية وكانت أبواب البيت مفتوحة علي الميدان أما نوافذه الجانبية فتطل علي درب قرمز وكنا نتبع مشيخة قرمز ) – من كتاب نجيب محفوظ صفحات من مذكراته لرجاء النقاش ويصف البيت الذي كان يقطنه في الجمالية ( كنا نسكن بيتا مستقلا أو بالمعني الدارج بيت من بابه ومن الممكن أن تطلق عليه بيت راسي بالمعني الحديث كل طابق كان يحتوي علي حجرة صغيرة وأخري كبيرة ثم أخيرا السطح حيث تجد غرفة صيفية كنا ننام فيها خلال أيام الحر كان البيت يتكامل إلي اعلي يعني في الطابق الأول غرفة الاستقبال وفي الطابق الثاني غرفة الطعام وهكذا ربما لصغر مساحة الأرض ) – نجيب محفوظ يتذكر لجمال الغيطاني ( وكان البيت يطل علي درب قرمز من ناحية وعلي ميدان بيت القاضي من ناحية أخري وكان مليئا بالأشجار كنت أمد يدي فامسك أوراق الشجر كان شجرا نسميه شجر ذقن الباشا ) (ميدان بيت القاضي المتربع بين الجمالية وخان جعفر والنحاسين والأشجار المثقلة بأعشاش العصافير وقسم الجمالية العتيق وحوض الماء القائم في الوسط تسقي منه البغال والحمير وكشك حنفية المياه العمومية )الناس الذي عايشهم نجيب محفوظ في طفولته بالجمالية (كانت الحارة في ذلك الوقت عالما غريبا حيث تتمثل فيه جميع طبقات الشعب المصري تجد مثلا ربعا يسكنه ناس بسطاء اذكر منهم عسكري بوليس موظف صغير في كبانية المياه امرأة فقيرة تسرح بفجل أو لب وزوجها ضرير لهم حجرة في الربع وأمام الربع مباشرة تجد بيتا صغيرا تسكنه امرأة من أوائل اللواتي تلقين التعليم وتوظفن ثم تجد بيوت أعيان كبار مثل بيت السكري بيت المهيلمي بيت السيسي وبيوت قديمة أصحابها تجار أو من أولئك الذين يعيشون علي الوقف كنت تجد اغني فئات المجتمع ثم الطبقة المتوسطة ثم الفقراء ) الجمالية في روايات نجيب محفوظبين القصرين – قصر الشوق – زقاق المدق – خان الخليلي - وغيرهمتناولت رواية بين القصريين معالم الحياة في بين القصريين والنحاسين وبيت القاضي ودرب قرمز والخرنفش والصنادقية وغيرها من مناطق القاهرة الفاطمية بالقرب من مسجد سيدنا الحسين بيت السيد احمد عبد الجواد في بين القصريين (كانت المشربية تقع أمام سبيل بين القصرين ويلتقي تحتها شارعا النحاسين الذي ينحدر إلي الجنوب وبين القصريين الذي يصعد ال الشمال) ( غادرت الام المشربية وتبعتها خديجة علي حين تلكأت عائشة حتي خلا لها الجو فانتقلت إلي جانب المشربية المطل علي بين القصرين ولم يطل الانتظار بها فقد مرق من عطفه الخرنفش ضابط بوليس شاب ومضي مقبلا في طريقه إلي الجمالية) (قطع طريق الحسين وهو يقرأ الفاتحة ثم انعطف إلي خان جعفر ومنها إلي بيت القاضي ولكنه بدلا من أن يمضي إلي البيت مخترقا النحاسيين عبر الميدان إلي درب قرمز علي وحشته وإثارته لمخاوفه ليتفادى المرور بدكان ابيه وخرج من القبو إلي الشطر الأخر من الدرب وعند نهايته طالعه سبيل بين القصرين ومدخل حمام السلطان ثم لاحت لعينيه مشربيات بيته بلونها الأخضر القاتم والباب الكبير بمطرقته البرونزية). زقاق المدقهو احد أزقة ومنعطفات الجمالية بالقرب من الصنادقية والرواية تحوي في الزقاق قهوة كرشة وصالون الحلو و وكالة سليم علوان والفرن وبائع البسبوسة (هناك شواهد كثيرة تنطق بأن زقاق المدق كان من تحف العهود الغابرة وانه تألق يوما في تاريخ القاهرة المعزية كالكوكب الدري أي قاهرة نعني ؟ الفاطمية ؟ المماليك ؟ السلاطين ؟ علم ذلك عند الله وعند علماء الآثار ولكنه علي أية حال أثر وأثر نفيس . كيف لا وطريقه المبلط بصفائح الحجارة ينحدر مباشرة الي الصنادقية تلك العاطفة التاريخية ؟ ) هكذا استهل نجيب محفوظ روايته زقاق المدق . قصر الشوق(ترأت لعينيه عطفة قصر الشوق فخفق قلبه بقوة حتي كاد يصم أذنيه ثم لاحت علي رأس منعطفها الأيمن سلال البرتقال والتفاح منضدة علي الطور أمام دكان الفاكهة

ملاكي الخواجة مجدي

فاطمة عاملة بسيطة في أحدي ورش الصاغة لا تمتلك من الحياة سوى صنعتها التي علمها لها الخواجة مجدي صاحب الورشة التي تعمل بها فهي تقريبا بلا سكن ولا أقارب فوالدتها ماتت بحصرتها عندما أعدم أحمد أخو فاطمة في قضية اغتصاب جماعي كان أحد أفرادها وأبيها مات وهي صغيرة وأحمد ما زال رضيعا تحت أنقاض البيت الذي كانوا يقطنون به وقتها وهي لا تعرف ان كان من حسن حظهم أم من سوئه أن أمهم وقتها كانت تسرح بهم تبيع المناديل في الإشارات سكن فاطمة هو الورشة التي تعمل بها فالغرفة التي كانت تعيش فيها بمدينة السلام انتزعت حيازتها شريكتهم في الغرفة ومنعتها من دخولها ولم تفلح أي محاولة لكي تقنع شريكتهم السابقة في الغرفة وأسرتها بتقبل أن تبيت فاطمة معهم بعد وفاة والدتها ونتج عن ذلك ندبة في اعلي رقبتها بالقرب من أذنها تجيد إخفائها بشعرها البني المصبوغ بيديها بماء الأكسجين ليجعل بعضه ذهبي وهو ملائم للون بشرتها البيضاء المشربة بالحمرة طبعا ليس حمرة الخجل وإنما حمرة اكتسبتها من احتسائها الخمر مع الخواجة مجدي ليلا واعتكافها علي البوري مسدس اللهب التي تلحم به المشغولات الذهبية هي ثلثين فلا هي بالقصيرة ولا هي بالطويلة تتميز بنهدين ممتلئين وتحتار إن كان امتلائهم من العمل اليدوي في الورشة ام ان امتلائهم ناتج عن يد الخواجة مجدي السالكة إليهما في أي وقت أثناء العمل عيناها خضراء في جفون تشبه فنجان من الينسون أو النعناع الأخضر سياجهم أهداب طويلة ملتفة للخارج وكأنهم مبللين بالمسكرة ولكنها نادرا ما تتزين او تبقي اثر من زينتها أثناء العمل تصيبني فاطمة بالحيرة علي الدوام فمنذ التحقت بالعمل كصبي للورشة وهي ترعاني فهي الاسطي المسئول عني وعلي قدر حنانها معي علي قدر قسوتها فانا ابن الخامسة عشر لم أكمل تعليمي الثانوي بعد أن توفي والدي العجوز و والدتي وأخواتي الأربع هم مسئوليتي طبعا كان من العسير أن اعولهم وحدي فلم اخرج وحدي من التعليم بل خرجنا جميعا وكان نصيبي ان اعمل لدي الخواجة مجدي الذي سلمني الي فاطمة اسطي الورشة فهي في الثامنة والعشرين وبالرغم من ذلك فهي اسطي الورشة يعمل تحت يديها أسطوات كبار اكبر منها في السن وقد يكونوا اقدر منها في الصنعة ولكنهم يصغرون أمامها فالخواجة صاحب الورشة يحاسبها هي وهي المسئولة أمامه عن كل شئ حتى وهو موجود يمارس الصنعة حتى لا ينساها او حتى يبدع موديلا جديدا ويوجه العاملين إلي كيفية صياغته ويقسم مراحل صياغته علينا في البداية كنت مجرد صبي للورشة تنحصر مهامي في إحضار الطلبات للأسطوات وتوصيل الطلبات للعملاء في محالهم وكنس وتنظيف الورشة وإحضار العدة وتهيئتها للعمل وبفضل الأسطى فاطمة وقبل ان يمر عام كنت مساعدها الخاص أي أصبحت ثاني اسطي في الورشة بعدها مباشرة لم أصل لذلك بجهدي وعرقي أو لأني موهوب في الصنعة فعلي الرغم من لكاعتي إلا إنني أرضيت الاسطي فاطمةجميع الاسطوات في الورشة يخشون الاقتراب منها علي الرغم من جمالها ليس بسبب قسوتها فحسب او حتي لانها الاسطي عليهم بل لانها ملاكي الخواجة مجدي لا يقربها الا هو ومن يحاول سواه في الورشة يكون مصيره الشارع.ففاطمة كانت سبب طرد الاسطي برجو الاسطي السابق عليها والتي حلت محله لانه لم يقدر انها ملاكي وليست اجرة مما اثار غضب وحنق الخواجة مجدي عليه وطرده وجعلها مكانه يسكن اليها في أي وقت فهي تسكن ورشته ولا يعتري لاي احد منا وان تجرء احد ونظر إليهما اثناء أي مداعبة يكون نصيبه رمية باي شئ من العدة قد يبطح او ينجرح علي اثرها فصاحب الورشة يلج في الاسطي وهو من الاحداث العادية في الورشة في السابق كان هذا المنظر يثيرني لانه كان جديد علي وكان متعة التلصص اثنا تصنعي العمل لا يضاهيها متعة ليس للمنظر الطبيعي ولكن المتعة انني استطيع التلصص دون ان ينتبه الي احد وذلك يساعدني فيه نظارتي الطبية المكسورة ولكن شيئا فشيئا أصابني الاعتياد وقد اتقزز منهما ثم تطور الامر الي الشفقة عليها فادائه مقزز للغاية ومتطلباته تثير القرف ربما اكتسب ذلك من كثرة مخالطته للمومسات او ربما لرغبته في التجديد لا اعلم هي مجرد ظنون لتبرير ما يفعله كنت دائما اتي متأخرا حتي احاول التملص من كنس وتنظيف الورشة صباحا وكان علي ان اعوض التاخير صباحا بالسهر و ذات مرة الزمني الخواجة مجدي بالبقاء حتي تنتهي الاسطي فاطمة من الطريحة حتي اساعدها و اناولها ما قد تحتاجه و كان جميع العاملين قد انتهوا من اعمالهم و لم يبق سواي وظهر هذا العمل عند اتصال العميل بالخواجة يذكره بموعد التسليم باكر وتركنا الخواجة مجدي وذهب ليبات ليلته في بيته او احد البارات والنلاهي التي يرتادها وانتهينا من الطريحة قبل الصباح بقليل وكنت اسقط نائما ليس من التعب ولكن للتهرب من العمل و كعادتي عند الخروج مساءا من العمل خرجن دون ان استحم وازيل اوساخ العمل عني ولكن الشارع كان ملئ بالناس و والشمس مشرقة فخلجت ان يراني احد هكذا فعدت للورشة لكي استحم واغير ملابسي ودخلت للورشة واافاقت فاطمة و اذنت لي بالاستحمام غاضبة الا انها ابتسمت بعد قليل ويومها دخلت علي فجأت متعللة بتأخيري فوجدتني استمني وما كان منها الا ان اهتزت في ضحك هستيري مما احرجني وحاولت ان ابتسم لكي اخفف من احراجي الا انها هدأت ضحكها قليلا وهي تقول ينيلك بأيت راجل ..ههه .. البس واجري روح فررت من امامها وانا اقطر وارتديت ملابسي وانا اجري حتي وصلت للسلم فهندمت نفسي خفئا ومنه الي الشارع ونمت في بيتي طوال النهار ومن يومها اختصتني فاطمة بخدمتها ثم قررت ان تعلمني الصنعة فأجلستني قبالتها علي التسجة ومن تحتها بدأت مداعبتها بقدمها في اعلي فخدي دون ان يلاحظ احد شيا كان الامر يثيرني ويجعلني منتصبا وكان الامر يعجبني ليس من اجل الشهوة ولكن لرفضها ان انزل البي الطلبات للورشة فأنتصابي سيلفت الانتباه لما يحدث تحت التسجة فكنت حريصا علي الاحتفاظ بانتصابي وبل كنت اتصنعه بيدي حتي لا انزل من الورشة واحمل الطلبات وتطور الامر في السهرات التي كان يغيب عنها الخواجة مجدي في الورشة فكانت تبقيني بدعوي العمل وتفعل بي ما تشاء وتركبني كنت تسفلها مثل ذكر الماعز المقلوب وكانت تعلوني وكانها فارسة تمتطي فرس سريع فكان صعودها وهبوطها فوقي في اداء متناغم غير منظم توجهه يمني ويسارا وكانت تاوهاتها تزعجني في المرات الاولي الا انني سرعان ما اعتدها وعرفت ما يرضيها من التشبث بصدرها وتعلقي بعنقها واحيانا محاولة فراري من تحتها كانت تستمتع وهي تقتنصني وتعيدني تحتها او حتي تمنعني من الافلات وكلما زادت لقائتنا كلما تمكنت من وضعي في الورشة الي ان اصبحت الاسطي الثاني بعدها وكان ما يقلقني هو ان يعلم الخواجة مجدي فيكون مصيري الطرد وحدثتها بخاطري فسخرت مني موضحة بانه لا يستطيع طردي فامره بيدها ولم اعرف ابدا كيف كانت تحكمه حتي لما علم بامرنا لم يطردني ولكن ذلك اثار خوفي اكثر فتركت الورشة الي ورشة انجيل ارملة الخواجة حنا من باب بيدي ليس بيد الخواجة مجدي اتركه قبل ان يطردني او يلبسني تهمة خالد مايو 95

ما فعله العيان بالميت

ما فعله العيان بالميت يتري ايه عيان بيكيك في ميت ولا ده حاسس ولا ده عارف
ما فعله العيان في الميت ده عنوان احدث كتاب لبلال فضل وكنت بتصفحه او قرأته بمعني اصح وكنت اظن انني هاهلك علي روحي من الضحك كما كانت كتابات بلال فضل في قلمين في بدء الاصدارة الثانية من الدستور ولكني جاءتني حالة من الاحباط ليس من الكتاب والكاتب فالكتاب هائل من وجهة نظري بل من حالة الاحباط في احدي فصوله
كانه مفيش امل في الخحياة مفيش فايده
بس يا تري من الميت ومين العيان
مشلا بس الكتاب ده اللس قادني الي ملل من القرأة فاصبحت املمن القرأة واصبحت لا اطيق ساعتي المفضلة للقرأة قبل النوم وابحث عن بدائل لهذه العادة
غيرت في انواع الكتب والمؤلفين بس الموضوع ده مش عاوز يتغير
زهقت من القراءة
لم اعد اشعر بالمتعة التي كنت اجدها في القراءة ولا اعرف السبب
حزين لفقدي اكبر متعه في حياتي