السبت، 15 يونيو 2013

تسطيح


 يمسك صديقي بكفي ، يعتصره ، لا اسحبه ، فقط اتقافز معه علي سطح القطار ، لحظات و تتراقص العربات تحت اقدامنا ، ارفع يدي و استدير ، الهواء يلفح وجهي ببطء ، لسعات الهواء تزداد كالكرباج ، صديقي يجذبني من طرف البنطال ، اراه راقدا علي سقف العربة ، انحني و اعطيه اذني ، لا اسمع صرخاته التي تسرقها الريح ، يشير الي بالرقود بجواره ، انحني علي مشط قدمي و اقرفص ، العربات تهتز بشدة ، يمسك يخشي ان اسقط من جواره ، ابتسم ، اعقص ذراعي خلف رأسي ، اتأمل الغيوم و هي تسبح في السماء ، يخرج كيس بلاستيكي من جيبه به مادة لزجة شفافة ، يضع طرف الكيس علي فمه و انفه ، و يستنشق ، يناولني الكيس و هو مغلق عينيه ، اقلده ، استنشق من طرف الكيس البلاستيكي ، لسعة شديدة في رأسي 

الجمعة، 14 يونيو 2013

سيشت

عزيزتي سيشت
مللت من تقديم القرابين اليك لتمنحيني الكتابة ، انا لم اعد لك ، فأنت لست ما يقال عنك ، أنت مزيفة ، الصفحات البيضاء لا تهب نفسها لم ينتظر مكرمتك عليه ، الصفحات البيضاء تريد من يقتحمها ، و يفك أطرافها المنطوية ، و يقحم نفسه فيها ، الكتابة لا تعطي اسرارها لم يسكن محرابها و يتعبد في كهوفها البعيدة ، الكتابة لا تستجب لتابعي كهنتها الموتورين ، يرفعون باسمها قامتهم و ينهبون جسدها في السر ، انت يا سيشت لست بآلهة ، أنت لست بموجودة في الأساس أنا أنكرك ( كيف اكتب لك ) لا اعلم ربما تكوني موجودة ، و لكنك عاهرة تمنحي الكتابة لمن يذيقك مذاق الدنس المقدس ، لمن يغرق معك في بحيرة العشق اللا متناهية ، كهنتك لذموك طوال سنوات ليعرفوا سر المنح ، انا اكتشفته بالمصادفة ، أبلغك ان سنين انقطاعي عنك كانت كفرا بك ، و محاولة الا ارمي رمحي الي السماء فلا يصيبك و انكشف ، انا الآن أخاطبك ، امنحي نفسك لمن تشائي و لكن خففي من وطأت التدلل ، البعض صبره عليك قليل ، ملاعبتي الخفيفة لك اشتاق اليها ، و انت تتصنعين الغضب مني ، لن اقتحمك غصبا ، اريدك ان ترنوا لي ، انت تطلبي مني الغزل ، ان انام بين ثدييك و اتدفأ بجلدك الناعم ، انت تريديني كما اريدك ، تنظرين الي و تلتفتي بعيدا عندما المحك ، تريدين مني ان اعدو خلفك ، و ان تنقطع انفاسي ، عندها فقط ستقررين ان كنت تنعمي علي بنفسك ام لا ، الموت في احضانك حلم قديم ، فمن تأكله الكتابة شهيد ، لكني لن اموت فيك ، انا فقط نفسي تشتاق اليك ، انام معك و لو لليلة واحدة و بعدها سأقرر .
لا تخبري الحرف عن ولعي بك ، فهو يغار مني  

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

رمال



كنت كهلا 
عندما ولد لي طفلا
في وطن المقهورين ..
سألته : لما أتيت ؟
فلن تستطيع فرد قامتك .
و لن تقدر علي كسب لقمتك .
فاشار لي بالصمت 
و سمعت مناديا 
ان فرعون مات غرقا 
في بحر الثائرين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اريد الفرح كي احيا 
و الفرح يسكن الدنيا
و هي بالحزن عامرة
أجرت غرفة فيها و عزفت 
فهرب الحزن مني و رقصت الدنيا عارية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جدران الصمت يفنيها مداومة النقر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وحده يعرف رمال الارض
هذا الكناس ...
لانه مثلها
تطيحه الرياح !!!

ـ،ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاثنين، 10 يونيو 2013

مياه

كانت اشعة الشمس تحرق الجباه ، و كانت رطوبة العرق لا تطفئها ، و كان العمال في ساحة الغاز يحملون اجولتهم ، احدهم يرفع اصعته يستظل بها ، تقف عربة نقل يهتف السائق زهراااااء ، يتقافز العمال فوقها ، يمد السائق يده من النافذة ، بزمزمية ملفوفة بخيش مبلل ، تمر عليهم يرتشف كل منهم رشفة واحدة ، ينكمش بعضهم خلف الكابينة ، و يربع باقيهم علي الارضية ، يقف احدهم عندما تسير الشاحنة ، يرفع يديه في الهواء و يصفر جلبابه ، يغرق نفسه بمياه الزمزمية ، يكبح السائق الفرامل و يشير اليه بالجلوس ، يرفض و يقفز من الشاحنة

الخميس، 6 يونيو 2013

ابعتلي جواب ... و طمني

عزيزتي
كنت اعرف انني لا اتحمل لحظة الوداع ، غبت عن لحظة الغياب ، التظاهر الخفي بعدم الاكتراث و عدم الاهتمام ، يؤلم صاحبه طول الوقت ، لا يرغب ان يعرف احد رهافته ، فيظل المه يحفر داخله حتى ينفجر ، الارض التى هاجرتي اليها مباركة من قلب الحرية ، الارض التي تركتها القيود ترسخ فوقها كل يوم ، في زيارتك الاخيرة تعجبتي من اصراري علي رؤيتك ، كنت اريد ان اشفي من الم عدم رؤيتك قبل الغياب ، كان الشفاء لي ، او كما اسميتيه انت سقوط كل الالهة التي كانت في عقلك .
كنت تحاولي تشجيعي علي الكتابة بعد ان جفت منابعها بداخلي ، تعالي نلعب سويا لعبة الجوابات ، مي زيادة انت او ربما غادة السمان ، انت تحلقي في سماوات اعلي من سمواتهم ، كان حبر القلب جف ، و لكن بعدها بعام ، نكشت احداهن في قلبي بمبرد حاد ، لعبت دور من يوفق بين رأسين اختارت نموذج اعشقه و صدرته لي ، ثم كوت الجرح ، ارادت ان تشق الجرح فاخبرتني بلعبة الجوابات فتذكرتك .
و ضعت كل من اريد ان اكتب لهن جوابات في مخيلتي و كتبت لهن جواب واحد باسمها ، كنت العب لعبتها ، لم اكن اريد سوى اللعب ، سئلتني بخبث عنها ، فكتبت اليك جواب اخر ، لكن الكتابات الاولي عندي لها رونقها ، كنت اريد ان اخبر الجميع الجواب الاول ليس لواحدة فقط ، الجواب الثالث ، لحب طريقه طويل و كنت اعرف قصر انفاسي فابتعدت ،
اكتشفت يا عزيزتي ان كل جواباتي كانت مثل الورقة المحبوسة في زجاجة القيتها للبحر ، لم اتلقي الرد ابدا ، و يبدوا انني ان اتلقي اي ردود ، الاجابة علي الجواب قد تكون سؤال ، و انا لا ملك اجوبة علي اي اسئلة .
لا انتظر ردا و لا حتي اتوقع وصول الرسالة ، انا فقط سألقيها كزميلاتها بدون عنوان
الراسل :
المرسل اليه :
بريد :
عفوا لا يوجد كارت بوستال فالصور في عيني مظلمة .,

الأحد، 2 يونيو 2013

قيظ

في قيظ الصيف ، يقف يراقب ظله ، يتبخر من الظل دخان الظهيرة ، جريدته علي رأسه  لا تحجب النيران المتساقطة عليه ، جفنيه يضيقان ، علي رؤية نجوم الظهيرة ، يتحرك يلسعه شهب الهواء الجائعة ، في المنعطف ، يلتصق بالجدار الرطب ، الجدار أكل ظله ، فارتعش و اتخم و تعرق ، خطوات الغربة تتردد ، تعود لتذهب ، لتحلم بالعودة ، في الوطن للقيظ رحمة ، للارض ماء منثور يتبخر ، الجسد يتعرق ، هنا القفرة جرداء ، الارض  جافة لا تتشقق ، الصقر الحائم لا يحط ، الجرذان تختبئ ، الصمت يمر منه  صوت الرياح ،  الشفاه مطبقة  متشققة ،