السبت، 29 نوفمبر 2014

كوديا

هل حقا ماتت الكوديا ؟؟ لا اصدق ، كل هذه السنوات و انا اعتقد انها لا تموت و لا تشيخ
قابلتها و هي امرأة اربعينية و كنت في الخامسة عشر من عمري و ماتت و هي اربعينية و كنت تعديت الخمسين 
كنت انطلق في البلاد اذكر من بداياتي صور غائمة لاشخاص مجهولة تختلط علي اسمائهم و قراهم و لكني اتذكر بوضوح ازهار كودية الزار ، كنت اغفو في كنف غيط علي حافته بيت ريفي بالطوب اللبن و خارجه طربمة مياه و في حجري ثمرات الخيار و الطماطم الملتقطة من الغيطان و كان الليل قد دخل عندما صحوت علي صخب و طبول و اهازيج لا افهمها قادمة من البيت تقدمت مستطلعا الامر، الباب الموارب تخرج منه ظلال راقصة علي ضوء شموع و الطبول اصواتها تعلوا و تنخفض دخلت فلم يلتفت الي احد ، كانوا يدوروا في حلقة و يتمايلوا و عيونهم المفتوحة مغيبة ، حتى سقطت امرأة ما فسكت الطبل و لطخوها بايديهم بعد ان غمسوها في صينية تنتصف الحلقة حولها شموع 
و رفعت ازهار عينيها الي و هي مائلة علي المرأة ، كانت سمراء شفتاها شديدي السواد و كحل عينيها كثيف لا يفلح في اخفاء الهالات السوداء و بؤبؤة عينها حادة و ثابته ، اشارت الي بيدها لاقترب فلاحظت اظافرها السوداء لا اعرف طلاء اظافر ام من الحنة 
و عاونتهم في رفع المرأة و نقلها لغرفة مظلمة ،
ومن ليلتها و انا معهم جسدها اللدن عندما القت بنفسها فوقي لا انساه زهدته بعدها باسابيع بسبب رائحتها فهي لا تستحم فذكرتها برائحتها قامت تذبح ما يقابلها و سيلت دمه و مسحت جسدها بالدماء .
دم الوطواط الذي يشاع عنه انه يمنع انبات الشعر في الجسد ليس وحده الدم الذي استخدمته
القط الاسود المذبوح تأكل قلبه نيئ
تستمنيك لتحصل علي مائك و تختفي به في الغرفة المظلمة مع همسات مجهولة

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

أوجات

أوجات
لا شئ في معصمي الان ، نزعت الدلاية و فككت الخرزة الزرقاء المعلقة في عنقي ، لاشئ علي جسدي سوى ملابسي ، النملة الفارسية اطلقت سراحها من صندوقها البلاستيكي ، الفرقع لوز اهديته لطفل خسر بليه علي ناصية حارتنا ، حدوة الحصان المعلقة بسنابل القمح علي باب جارتنا اسقطتهم ليلا في سلة المهملات و لم يبق سوى أوجات عين حورس او عين رع ، تلك التميمة التي شغفت باقتنائها عندما كان حورس رمز كأس العالم للشباب ، كانت الدلاية المعلقة في ميدالية مفاتيحي لسنوات ، حفر علي حوافها رموز اسمي الخفي باللغة القديمة ، كلما تخلصت منها كلما عادت
في البدء انتشلها لص في المواصلات لم احزن عليها بقدر قلقي علي المفاتيح و لكن عندما و جدتها اسفل ذيل القطة السوداء علي باب البيت اندهشت و خلعت مفاتيحي منها و ذهبت لبيعها ، ستحسب فضة بدون اي مصنعية لا بأس ، عدت و ازحت المشاية و تحركت القطة و لك اجدها ابتسمت و دخلت
بجوار المنبه كانت راقدة في انتظاري اخرجت ثمنها من جيبي و احصيته عدة مرات
لا بد من سؤال احدهم عن ذلك فاما انا مصاب بهزيان ما و اما هناك شئ لا افهمه
و توصلت لان ابرد حروفي من حوافها و ان امسح كل اسمائي و جعلتها سبيكة خام و تخلصت منها
لعنة سوء الحظ التي جلبتها الحدوة لا انساها و قرار التخلص من كل الجوالب مريح
بالامس القريب و بعد عدة سنوات من القرار القديم اهدتني احدهم أوجات جديدة .


السبت، 13 سبتمبر 2014

يوم لا ينتهي

هو صاحب الشعر الابيض المهذب لكي يبدو كأنه منكوش او مستعر و شاربه العريض المذيل بطرفين متدليان بجوار شفتاه الي ذقنه و عينه في اطار لعوينات عريض بلون اطفأه الزمان يرتدي بدلة سفاري فوق قميص ياقته مرتفعه و طرفاه يلمسان الجاكيت من الخارج و بنطال البدلة شارلستون يضيق من الفخذ و واوسع من السيقان ، هو احد القاطنون في زمنهم الخاص و الرافض الخروج منه ، فبالرغم من عام 2014 اوشك علي الرحيل الا انه لم يخرج من حقبة السبعينات بعد .
يطلق عليه البعض لقب عاطف المجنون و يتحشاه اغلب الناس في الحي ، يسكن في مبناهم الخاص هو واخوته كل منهم في شقته الخاصة ، قد يرنو الي سمعك الصراخ او السباب المتداول و لكنك تدرك انه من طرف واحد و ان الاخر لا يرد ، قد ينطلق البصاق من شرفته و لا يختفي ان هبطت علي حدهم و اشار اليه ليبادله الشتائم ، ترتفع اغاني البيتلز قبل الفجر بقليل او يفاجئك باغاني ارمسترونج و لا احد يعتب عليه او يلومه ، ليس له مواعيد ثابته قد يخرج فجأة في اي موعد يدخن سجائره البلومنت بشراهة و يلقي باعقابها المشتعلة في اي اتجاه
يحكى عنه انه كان زينة شباب اهل الحي ، صاحب صاحبه اشيك واد في الحته ، حبيب الشلة و مجمعهم تحت باب بيتهم و منطلق بهم في رحلات اسبوعية لكل سواحل مصر و كان تخطيطه لرحلة الصيف القادم الي اوروبا ( الشلة تاخد بعضيها و تلات شهور هناك شغل و سرمحة ) في بداية الصيف السابق كانو سبعة افراد من شارع واحد و رحلة يوم واحد لراس البر
يوم واحد
و عادوا سته افراد
كل منهم تسحب الي بيته و اغلق بابه في صمت و لم يعد صاحبهم ، امه اوقفتهم واحد تلو الاخر تسأل عنه البعض يرد مستنكرا بانه لا يعرف و احدهم ادعى انه لم يذهب الي الرحلة و لا يعرف عنها شئ و البعض افتى انه تركهم في وسط النهار و رحل دونهم
تشد الام الرحال و تعود و صراخها يملاء الحي لا تعرف عن ابنها شئ ، لا يشرخ الصمت سوى عويلها الذي لا ينقطع
خبروني باي شئ عنه فقط اريد ان اعرف ماذا حدث له
و ضعف عاطف امام صرخاتها و بكائها ، و امامها و بقلب موجوع اخبرها انه نزل معهم الماء و لم يصعد
نهشت اظافرها فيه انهالت عليه بالصفعات و صرخاتها تتهمه
ذهبت للشرطة و ابلغت عنه اتفق الكل في المحضر انه تركهم في منتصف اليوم و انصرف ، عاطف مثلهم حتى عندما سئل عن ما قاله لامه قال اردت ان اهدئ بالها
جلست ليالي تحت باب بيتهم و هي تعدد و تولول و تتهم عاطف بموت ابنها
تكشف شعرها و تنهش اصابعها و هي تدعوا الله المنتقم
و عاطف لا يخرج من غرفته ، تأتي سيارة الاسعاف لتنقله بعد ان هبط جلنش السقف بالحبل الملتف حول عنقه و لا يزال به نفس
التمرجي الذي خاط معصمه بعدها باسبوعين اقترح عليهم طبيب نفسي
صعدت ام صاحبه اليه و قبلت راسه و وهبته السماح حتى يكف عن اذى نفسه
و لكنه ظل في غرفته لا يخرج منها سافر اصدقاءه و عادوا و اكملوا دراستهم و هو في غرفته يحدق في السقف ، او يخرج للشرفة
او يتبادل السباب مع ذباب وجهه
هو لا يزال هناك ، ماتت ام صاحبه و انتقل اخوته لاحياء اخرى ، و ماتت امه و هو و ان خرج من غرفته محبوس في سجن ذلك اليوم الذي لا يريد ان ينتهي

الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

هيلا هوب هيلا هوب

هيلا هوب هيلا هوب
يتناوب الصعود الي الارجوحة  ابناء شارعنا ، يمسك الواحد منهم بصاري المركبة المعلق و يطفو في الهواء ،و كلما اقترب دوري خفق قلبي بشدة و عدت للخلف ، الي ان جائت هي مبتسمة تلوح لي و صعدت ضاحكة  ، غمزت لي و اخذت نفس عميق ثم ارتفعت الارجوحة للسماء و دارت حول نفسها مرات  فشد الحارس عصا المكابح و هو يصرخ فيها ، تناقشت معه و اشارت الي بالصعود .
- تعرف تعوم.
هززت راسي بالنفي ، امسكت بكفي و لفت قبضتي حول الصاري و اخبرتني بالسر:
- سفينة الهواء لا تسبح سوى بكلمة سحرية ، رددها خلفي هيلا هوب هيلا هوب
رددتها و لم تتحرك السفينة
-   لا تصرخ بها دع قلبك يرددها
- هيلا هوب هيلا هوب
- اضغط بقدميك اثناء القاء تعويذتك عليها
هيلا هوب هيلا هوب
تحركت
- افرد ساقيك الان و لا تهتف بها
تعود
- اهتف من قلبك و انت تضغط
اصمت و ارخي ساقى انها تسبح في الهواء
- انت تهتف و تضغط و انا ارخي و بالعكس
انها تطير ...و صدمت المكابح قاع السفينة و ركضت خلفها و انا الح عليها لتخبرني بالمزيد من تعويذاتها السحرية.

الخميس، 28 أغسطس 2014

وحدك

كلما اتسعت الرؤيا 
النظر من خلال ثقب ابرة ليس شرطا لضيق الرؤيا ، اثناء ارتداء زي الدخول للعمليات تتردد كلمات امتنان الخوف من البنج  ابتسم و انا اشيح بوجهي عن المرض الغرفة الخاوية اصعد علي السرير المتحرك و تسئلني ممرضة بيدها الملف : انت لوحدك ؟
اومئ برأسي قبولا
هناك و اللمبات المتجاورة تلقي اشعتها في بؤرة عيني و الكمامة تضايق انفي و قبل الظلام 
انظر من ثقب ابرة 
انت وحدك

الصورة : https://www.facebook.com/ckoi.tan

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

كل يوم اكتب حلم

حلم - 1 -
في بيتنا القديم حيث تطل الشرفة علي السماء و اسطح البيوت المجاورة كنت اراقب خيوط الشمس و هي ترسم الوانها علي السماء المظللة ، و كان هناك عصفور يقف علي نجمة خافته و قفز الي شعاع شمسي و امتطاه في رحلته و عندما غاب في نهاية السماء جاء من ناحيته امواج المياه و تمسكت بحافة الشرفة و انتظرت ان اطفو ، مر الموج و رأيت من خلاله قناديل البحر و تسائلت هل لو مددت يدي لها ستقترب ، ولجت للداخل و اقفلت النافذة المشرعة و انا انظر من بين فتحات الشيش و رايت العصفور ياكل من بطن القنديل و النجم يلمع في عينه و شعاع الشمس تائه في وسط النور

ـــــــــــــــــــ
حلم 2
اندمج في شاشة السينما ،اتجول في فيلم سيداتي انساتي ، شقة دير الملاك خلف بابها الطويل مرآة مغبشة ، اراني في المرأة اشرف عبد الباقي ، اشير بيدي فيختفي ويظهر محمود عبد العزيز ثم يوسف داود ثم احدهم لا اذكر اسمه ، اشير و المرآة فارغة اطقطق اصابعي بلا فائدة ، تاتي صفاء السبع و تجيب عن عدم ظهور انعكاسي في المرآة : إنت مش في الفيلم اصلا .

وزة

حلم يقظة - 
في فترة ما كنت اربط بين مواصفات الناس و تشابهها مع الحيوانات 
فمثلا عندما ابتسمت فتاة جميلة في وجهي و رأيت اسنانها الامامية طويلة تحول وجهها فجأة الي احد الارانب في فيلم كرتون 
و دون ان اشعر عندما ارى احداهن تمشي مثل البطة تتحول مباشرة الي بطة
فالرجل الذئب و المرأة الظرافة و صديقي الفيل او القرد 
كنت احاول اخفاء كيف ارى الناس و لكن اللمعة المفاجأة في عيني عند تحولهم كانت تدفعهم للسؤال : مالك ... فيه ايه ؟
مع مرور الوقت في التعامل معهم اجد نفسي الفظ بروجرز او بني بني
او نيمو او توم ، جيري ، غضب احدهم عندما دعيته بدونالد داك و اعتمد الا يحادثني فترة ، و من وقتها و انا كلما قفزت صورة احدي الكائنات عندما اتحدث لاحد احاول ان ازيحها ، و عندما ينظر الي احد و يبتسم فجأة بلا مبرر اسئل نفسي كيف رأني ؟ و انظر الي اقرب مرآة و اخمن .
الي ان قابلتها
كانت تحاول ان تكون ظرافة تميل بعنقها و تشرئب لاعلي و تدور حول نفسها و لكني لم اكن ارها كما تدعي
كنت ارها اوزة بيضاء لا تجيد العوم فتدعي انها ظرافة
فصارحتها و اتهمتني بالجنون .
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=372295809563513&set=a.137435246382905.24611.100003492927132&type=1&theater


الجمعة، 23 مايو 2014

لا اعرف

لا اعرف من اين هبطت كل هذه المشاعر علي ، و لماذا انت ؟
انا فعلا لا اعرف
اندهش من نفسي و مللت من البحث عن الاسباب و انهزمت امام محاولاتي المستمرة في دفعك بعيدا عن تفكيري
احصيت كم مرة رأيتك فيها ، حذفت رؤى الاحلام و خيالات ما قبل الرؤية الاولي فتبقي مرتين
لا اعرف متى ساكف عنك
لا اعرف ان سينهزم قلبي امام عقلي
لا اعرف ان كنت ساتحمل الالم
ففي كل الاحوال انا لن انهزم
فانت ان صدقت بوجود اخر فانت له
و ان كان كذبة سانصرف
فقط انا لا اعرف

الأحد، 18 مايو 2014

دع قلبك و وازن الامور .. الصعوبات و الحلول

ما قبل اولا
اترك قلبك خلفك و لا تستمع لنبضه المتسارع و فوران الدم داخله لذكراها
- وازن امورك كالتالي
هي من بلد و انت من بلد اخر ... المسافة بينكم عدة ساعات بالطائرة
و تأشيرة دخول و اشياء اخرى بسيطة
هي لا تتحدث لغتك و انت لا تتحدث لغتها
اللغة الوسيطة المشتركة بينكم انت لا تجيدها فعليك اجادتها
حساب الاحتمالات
ان هي تركت بلدها و جائت اليك ستفقد وضعها الاجتماعي و الوظيفي و صحبة الاهل و الاصدقاء و لن تجد نفس الاشياء في بلدك
ان تركت انت بلدك اليها لن تجد اي شئ تستند اليه في بلدها سواها :(
ربما تختاروا ان تتجهوا الي بلد ثالث و تبدا سويا هناك ؟؟
هي تخبرك بانها تحب شخص اخر و انت تعتقد انها تقول ذلك حتى تردعك عنها لكم الصعوبات بينكم
انت لم تأخذ المبادرة اللازمة لتسقط هي تحصيناتها ضدك
انت لا تفهم لما التعلق المذهل بها رغم انك لم تلقاها سوى مرتين ( فيهما اشتعلت و فارت دمائك و انت لا تدرك السبب )
هي يعجبها تعلقك بها فقط ، تحب نظرتك اليها ، تحب ان تستمع لكلماتك
ماذا ايضا
فقط كل ما عليك اخبارها به
انك ستترك بلدك و انها ستترك بلدها و ستختارا بلدا تضيعا فيها سويا
فقط دعوة للضياع
دون هدف سوى ان تكونا سويا
هل تعتقد انها ستقبل
انت فقط تقدم لها الضياع

الثلاثاء، 6 مايو 2014

بوابة سحرية

هناك دائما بوابة سحرية نعبر منها الي عالمنا الخاص ، اليس و جدت بلاد العجائب
ذئب البراري و جد مسرح للمجانين فقط لا اذكر ان مر اعتقد اكتشف البوابة و لم يؤمن بقدرته علي العبور لا اذكر ربما لم انتهى من قرءاتها ، بوابتي السحرية تعبر بي الي مدينة الملاهى حيث اعود طفل اربعة اعوام انطلق هناك و اعيش و لا اعود ابدا
هل ترى ما خلف بوابتك السحرية 
لو رأيته جيدا و امنت به ستعبر اليه 
:)

الخميس، 1 مايو 2014

المسبتصر

تمسك امي بفخذي و تضم اصبعيها علي باطنه و تشد لحمي قارصة اي و هي ترفعني لاعلي و تتركني فجأة لاسقط علي الارض مردفة : لبابيبك دي هقطعهالك لو بطلتش تقول للناس اللي انت بتشوفه .
يخرج كلامي بصوت مبحوح من خلف نشيجي متمما اني لن اكرر الامر مهما حدث و انني لن اخبر الناس بما اراه
تحاول تقنعني امي و انا ابن الحادية عشر بانني اهبل اختلق كلاما و اردده علي الناس
و عندما يتحقق كلامي تنكر انني قد رددته من قبل
و لكن يوم ان انهالت علي بالضرب حتى لا اردد هذا الكلام عندما ماتت خالتي اختها ، خرجت من مستشفى صيدناوي للتأمين الصحي و تركت يد امي و اخبرت الجميع ان امامها شهران 60 يوم لا كثر و لا اقل ، و عندما حولوها لمستشفى اخر و قبل الموعد المحدد بيومين اخبرتهم بالموعد مجددا
و عندما تحقق الامر ذعر الجميع ، و رأيت العيون و هي تتسع اثناء النظر الي ، البعض يطلق ان فأل سئ قد اطلقته انا ، و البعض يتذكر امور سابقة صدرت عني
حتى الاطفال من دورى اخرجوا محابس افكارهم عن معرفتي بمخابئهم المستحيلة اثناء اللعب ، و البعض زاد من مخيلته حكايات عن انني تسلقت الحائط لاجلب الكرة من فوق السطح
اعوام مرت و انا اصمت عن ما اراه ، حتى سئلتني هي عن امر ما
استغربت سؤالها و اجبتها بانني لم اعد ارى شئ ، فاخبرتني بانني كاذب ، و انها كانت مثلي وهي صغيرة و عندما علم الناس بها زال عها الرؤيا ، و كان يزورها شيخ معمم يرتدي جلباب ابيض يشع وجهه نور و انه بشرها بي و بشرها بالمرور من الازمات و انه غاب عن اخبارها من اعوام
ابتسمت في وجهها و انا اؤكد ان شيخها لم يزورني قط لا في الصحو و لا في النوم
انا فقط اعرف
احيانا تهمس في اذني الرياح
احيانا ارى الصور في مخيلتي و لا اعرف مصدرها
و كثيرا اعرف فقط اعرف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاثنين، 28 أبريل 2014

عن السحر

يحكي ان الساحرة الطيبة لمست سندريلا بطرف عصاها السحرية 
لكن ليس ساحرة الحواديت فقط التي تسعد بلمسة من عصاها 
ذات مرة دفنت رأسها في صدري و اجهشت بالبكاء فضممتها و لما خف نشيجها رفعت ذقنها بكف يدي و مسحت دمعة فارة علي خدها فانار وجهها و سطع بريق عينيها و طبعت قبلة علي جبيني 
قبل ذلك لم استريح لابتسامتها ، مجرد شفتان ممطوتتان لا اكثر ،و بعد ان اراحت راسها علي صدري و ربتت هي بكفها علي ،رأيت ابتسامتها الحقيقية رائقة و صافية 
وعند الوداع مدت الي كفها تصافحني ،سرى من اصابعها و هي تسحب يدها تيار اقشعر له بدني كله و ارتجف القلب ، و عجز لساني ، و ظلت عيني معلقة بها 
سحرتني

زهور نابتة في ظل شجرة كافور

صحوت علي قبلتها تداعب جبهتى و تنساب الي شفتي ، تركت جفوني مسدلة حتى لا افزعها ، و عندما انصرفت نظرت اليها و هي تبتعد ، لم تعلم بافاقتى علي قبلتها .
انشغل بالي كيف لسيدة القصر انت تتسلل الي مهجع البستاني و تقبله ، كانت تراقبني و انا اميل علي الزهور اقبلها ، و انزع عنها اشواكها و اروى عطشها ، اتوتر من اهتمامها الزائد بحوض الزهور و اضطراري للانحناء لمراعاتها ، فلا هى تنصرف و تنمو الزهور ، لما لا يمنحني الرب قدرة ان اشير للنبته بالنمو فتزهر
عزمت علي الا اغفو تصنعت النوم و اغلقت عيني و انتظرتها ، و عندما قبلتني قبلتها فزعت و صفعتني ، فاحتضنتها و قبلتها ، فارتمت في احضاني و سلمت لرغبتها العنان .
في الصباح تهامس الخدم بنضارة و جهها و ابتسامتها المشرقة ، و هم يشيرون لزوجها صاحب القصر ، متحدثين عن علامة له لم تظهر من سنوات ، فهو لم يروى الزهور و لكنه ينحني علي مراجعة الارقام
اقتربت مني و انا اتشمم رحيق زهرة نبتت في ظل شجرة الكافور بجوار السور ، لمست الوردة و انسحبت يدها الي ، التفت حولي و اخبرتها بخوفي من زوجها ، رددت اني في حماها
و لكنها دفعتني و رحلت
و اصبحت انام لفترات طويلة و لا اشعر باي شئ ، و كانت حريصة علي ان تسقيني مساءا و بتكرر عدم قدرتي علي الافاقة تشككت في كأسها المسائي تلقمني اياه كل ليلة ،
صارحتها فاخبرتني انها تحميني من زوجها و ان نومي يعقوني عنها و يعطيها كل البراح فلا ينال مني و ينال منها
فطلبت منها الرحيل سويا ، فرفضت ، فقررت الرحيل وحدي
انطلقت خلفي و معها زوجها الذي اصر ان يعطيني مكافأة نهاية الخدمة شيك لمعاش مبكر يمنحني القدرة علي بدء عملي الخاص

الجمعة، 21 مارس 2014

الحفاظ علي هويتي وسط بيئة معادية

هذا أنا و لن أتبدل ، ليس عدم قدرة علي التغير و ليس عجز مني ، و لكنه أختيار ، مثلا لو عشت وسط لصوص هل ينبغي علي التكيف معهم و اصبح لص مثلهم ؟ في اعتقادي لا .
نوع من الغباء هو عدم التكيف مع المجتمع المحيط
لا اذكر اين بالتحديد قد قرأت ان الاذكياء لديهم القدرة علي التكيف ، و لكني اذكر ايضا ان العباقرة لا يلجأون الي التكيف بل ينجحون في تغيير من حولهم
انا اعتبر نفسي غبي لاني غير قادر علي التكيف و غير قادر علي التغيير .
فقري القاها علي صديقي عندما حكيت له واقعة حافظت فيها علي هويتي
و لكني اري الخشية في اعين البعض و ارى التوقير و التبجيل في معاملة البعض ، الكل يحلم بان يحافظ علي نفسه البعض يتحمل نتائج اختياراته و البعض يرضخ لضغوط الحياة
كن كما تريد لا تستجب لغير دماغك

الاثنين، 17 مارس 2014

من فضلك اعد المحاولة

عزيزتي الساحرة الشريرة التي تصور نفسها ملاك
بدون تحية
انا ارى داخلك بوضوح فمرأتك مكسورة و مجمعة من الاف المنمنمات و صورتك فيها متخيلة ، تجيدين الالعيب اليس كذلك
تعالي لكي اذكرك
اشرتي علي بملاحظة كيف تنظر الي ، او كيف ننظر لبعضنا
في البدء ظننت انكم تريدون اثارة غيرة حبيبها
فاستجبت للعبة
و لكنك اصررت بتلميحاتك و تصريحاتك ان احاول معها ، و ان الرفض انما هو مجرد رسالة منها لتكرار المحاولة
اري الم بداخلها لا اتحمله ، و هي لا يمكن رفضها
تدور الاحتمالات في رأسي انها تريد ان تسعدها و تري في مفتاح فرحتها
لن استمر في سرد خيالاتي عن تفسير الاعيبك ، و تبريرها بانك تحاولي مساعدة الاخرين لانك لا تستطيعي مساعدة نفسك
انا فقط اذقتك الالم الذي تعطيه للناس بحسن نية
عفوا انت لست بشريرة و لكن تنطلق منك سهام للاذية
كنت ارى المجموعة و انتن ملتفون حول الهاتف و تكتمون الضحكات و تسمعوا لحساسيتي الزائدة ، كنت اري الالم يعتصر قلب طرف حاضر
كان بودي ان اخبركم ان هذه المكالمة مجرد تمثيل بارع و لكنها كانت حقيقية ، و كل الالم بها كان حقيقي
رسالتي هذه من المفترض الا تكتب
و لكني مررت علي زجاجة ملاقة علي شاطئ و وجدت بها ان الامك مستمرة
فقررت ان اعترف لك
انا تعمدت ايذائك بطريقتك
*عن قصة مر عليها عشرون عام

اسئلك ابتسامتك

فقط امنحيني ابتسامتك
لا اريدها مصطنعة مشدودة علي شفاه متقلصة
اريدها باريحية
تلك الابتسامة المصحوبة ببريق عينيك الساحرتين
لن اقوم بدور المهرج
و لن اتقافز من حولك
و سقوطي و انا اقف علي ساق واحدة لن يكون مصطنع
فقط عندما ابتسم لرؤياك 
امنحيني ابتسامتك

وطواط

عند عرض احد افلام مصاصي الدماء تنتابني نوبات ضحك احيانا ، هناك تصورات خاطئة و هناك مبالغات ، و هناك ما هو مقارب للحقيقة
كنت ارتاد كتاب للدراسة خلف مقام سيدي الطشطوشي ، كان الكتاب مهدم في اغلبه ، الحوائط عالية و السقف معرش بعروق خشبية يعلوها طبقات من اشياء مختلفة و يسكن في خبايا العروق الخشبية الوطاويط ، كنا نجلس علي دكك معوجة و مائلة ملصمة بالعافية ، و عند الترديد بصوت عالي تنزعج الوطاويط و تسقط طائرة من فوق رؤسنا فننحني و نخبئ وجوهنا بالارض ، حتى غفلت يوما و لبد الوطواط في عيني ، حاولت انتزاعه بيدي و انا اصرخ ، و صرخات الاطفال حولي ترعبني ، لا استطيع البكاء ، و صراخي لا يخرج من فمي ، يخرج من اعماقي ، اقبل من الخارج عربجي و امسك بيدي و اخرجني تحت قبة الكتاب المهدمة و سمعت نقراته علي طبلة ( دوم دوم تك تك دوم دوم تك ) فارتخي الوطواط عن وجهي و انطلق ، لكنني ظللت فترة علي عيني غشاوة ، و لم اعد اذهب للكتاب عدما فتحت عيني بعد اسبوع كان هناك ثقوب في وجهي ملتئمة احدهما كان في العرق النافر بجبهتي .
اكذب لو ادعيت انه من حينها و انتابتني شهوة الدماء ، اضحك عندما يعرضون مصاص دماء يحول ضحيته بالا يقتلها في الافلام ، لم تجذبني رائحة الدماء الطازجة الا بعدها بسنوات ، عند سنوات البلوغ ، مع انتصاب عضوى علي فتاة شممت رائحة غريبة ، اتجهت اليها ، رائحة لحم نيئ ، تشممتها ، مصدر الرائحة اسفلها كانت رائحة كريهة جدا ، اخبرت صديقي فسخر مني و انه لا يشم منها اي رائحة .
يتبع ....

السبت، 15 مارس 2014

هم

هم القابعون في زوايا الجدران ، متكورين علي انفسهم ، يضموا ارجلهم الي صدورهم باحتضانها بسواعدهم ، يدفنون وجوههم بين ساقيهم خوفا من المارين ، و ما ان تسكن الحركة و تخف الاقدام و يسكن الضوء و يحل الظلام حتى يتنفسوا الصعداء يعطوا لانفسهم مجال للحركة ، يطمئنوا لعدم اصتطدام احدنا بهم 
عامري المكان أراهم و الرعب محفور في اخاديد وجوهم الصغيرة و اتعجب من كل حكايات الخوف منهم ، ما ان تأتي سيرتهم حتى تبدأ الاستعاذات و البسملة و قراءة الايات ، في البدء كنت اتصنع تجاهلهم ، و لا التفت اليهم ، و اسمعهم و هم يتحدثوا بخوفهم منا و يتفادوا اقدامنا او تعثرنا بهم ، يزعجهم صراخنا و يسدوا اذانهم من اصواتنا  
كنت انظر الي سقف الغرفة عندما يتحدثون عني او اتصنع النوم الي ان سمعته يسخر من عجيزتي امام اخته لما راها شاخصة اليها و انا اخلع عني ملابسي ، لم اتمالك نفسي و رددت عليه ، اتساع عينيه و انتصاب اذنيه و استطالته و تغير لونه من الرمادي الطيني الي الوردي الكطفي و انكتام صوته ، ففراره من امامي ، لم يكن يعلم ان اخته تصعد لسريري في المساء كانت تغافلهم و تركب خصري ، و لا ادرك لماذا استفزني سخريته امامها ، هي بقيت ساكنة و مبتسمة و اردفت بانها كانت تعلم .
تلك المجنونة التي لا تطيق احد يمسني بسوء في حضوري او غيابي ، تنطلق فتأذي كل من يضايقني و تغار من كل فتاة احادثها فتبصق في وجهها لتظل عابثة عدة ايام .
هرب اخيها عندما عرف اني اراهم و اسمعهم و هرب الاخرون ورائه و بقيت هي ، يزورنها كل فترة و ينصحوها بالهروب ، فتحاول ان تعيدهم فيرفضوا ان يدخلوا خدمتي معها و ان يظلوا عبيدي هم و سلالتهم لخلفي من بعدي ، فتنكر عليهم ظنهم في و انني لم اسعي لذلك و لم اطلب منهم اي شئ و لكنهم يصروا
اولاد جنسهم في الاماكن الاخري اتغاضي عنهم لولا صحبتها الدائمة لي و محاولتها الدائمة لاثارة غيرتي عليها لما اهتممت بهم ، فاهلي الاماكن المعمورة طيبين ، عكس الجوالين في الطرقات فتخبط الناس بهم الدائم جعلهم يستأسدون و يكشرون عن انيابهم ، و كثرة الندبات في اجسادهم افقدهم الاحساس بالالم ، و اعتادوا الضوضاء فثقل سمعهم ، منهم مشاكسون يأذون للمتعة و لكنهم يتقبلوا الغرباء بعكس عامري الاماكن ، تعاركت مع احدهم اراد ان يسكن في جسد قطة مسكينة و كانت تنازعه في جسدها يقتل اربعة من ارواحها و يترك لها ثلاث ليضمن عيشها لحقت به عند الروح الرابعة و اشتيكته لمارد في خدمة سيده فحكم بالسماح له بسكنى القطة لانه بقي له روح واحدة و يسكنها و اخبرني انني لو لحقت به في الروح الاولي او الثانية لكان حكم عليه بتركها و مضيت 
تخبرني هي بانه لن يتركني لاني اشتيكته و سيحمل في صدره صورة روحي ليأذيها ، و انه علي عدم التدخل فيما لا يعنيني ، و نصحتني بالتقرب من سيده بان اقدم دم مسال له فرفضت و غضبت مني و اختفت 
و ظل مكاني مهجورا بلا عامريه ، و سمعت في ليلة عواء قطط علي بسطة المكان فظننت انه موسم التكاثر و نداء الطبيعة و لكني سمعت همس خشونة اصوات مردة الشوارع تتسرب بين المواء ، فحزمت أمري بمقاتلتهم فهم اما يسكنوا جسدي و اما اجعلهم يفروا ، فأستعنت بقوة الكلمة و رددت بصوت عالي ايات و اذكار علمت رعبهم منها ، و لكنهم تركوا اجساد القطط و هجموا علي مستهزئين بي مرددين ان اولاد الطرقات لا يخشوا الكلمات ، فاستعذت و رددت التحصينات و شعرت بهم يجرحون روحي ليسكنوا جسدي ، فقاومت و نظرت الي قلبي و اخبرته الا يخذلني و وعدته انني سأصم اذني عنهم و سأعمره بكلمات صالحة وهتفت باسم الله و صرخت بصفاته و تلويت و قفزت و دورت حول نفسي حتي يتطايروا من جسدي فارتفعت ، فادور و ارتفع و اصرخ باسماء الله و يتطايروا و ارتفع ، و يتساقطوا و ادور و ادور و ارتفع حتي اخرهم و سقطت ساجدا لله و طلبت منه ان يسحب نعمته لاني لم اصونها و لا اتحملها و أمنت بان للجهل صيانة للجهلاء و ان العلم نور للاتقياء

صدق نفسك

تخبرك نفسك بقدراتك فلا تجحدها ، فقدرتك علي التحليق ليس خيال فقط انت لم تجرب في الواقع ، قف علي سور سطح البيت و افرد ذراعيك و انظر للسماء و انتظر الريح ، لو صدقت نفسك سينبت الريش في ذراعيك و تخف روحك و تحملك الرياح دون رفرفة ، ستحلق و تحوم في سموات نفوسك المتفرقة و تغرد في اذانك تدعوهم للتجمع و تنهاهم عن التفرق ، سترضي ارواحك المعلقة علي بوابات الظلمات و تحقق حلمها بزيارة ارض النور ، و تعدهم بترتيب احلاهم و تحقيقهم طبقا لاولياتك و تفك نزاعهم حول سباق حفار القبور في بحار الملح الاسود ، فقط صدق نفسك
الغيوم في السماء ستبتسم لك عند مداعبتها بالمرآة ، فانعكاس لعبك معها يحول لونها فتسطع كالقطن الابيض ، استجب لها و لا تنهرها عنك لو اغضبتها ستمطر دموعا سوداء تلطخك ، و ان طاوعتها ستنزل امامك لتحملك من علي سور سطح بيتك و تسبح بك في سموات جديدة و ان تدثرت بها و انغمست في ندفها البيضاء ستمطرك في غيط ذرة خضراء ، تسبح بين اعوادها و تأكل من حبوبها و تكون في ظهرك امام الاشجار القديمة ، ستغسل روحك اول نهار في ربيعك و ستحممك في نهاية ليلة خريفية مقمرة ، فقط صدق نفسك
جرب ان تحكي لليمام الساكن في عش فوق شباك المنور عن حياتك ، اهمس له و تكلم ببطء ، انتظر قليلا يلتفت حوله و سيطير بعيدا لو ارتفع صوتك ، سيعود و يقر فوق بيضه و سيغرد لك لحنا حزينا ، اخبره عما تنويه و كاشفه عن مخططك و غيرتك منه لقدرته علي التحليق ، سيشدو و يرفر بجناحيه ليغيظك ، سيتفهمك ، فقط صدق نفسك
علي باب منزلك ستجد قطة تتدفي في سجادة المدخل ، لا تركلها بقدمك ، قطعة اللانشون الباردة لن تعجبها و لا بقايا الدجاجة ، ان احببتها ستتمسح بطرف بنطالك و تنصرف و تعود لك باخبار شارعكم ستطمئن لك و تخبرك اي الطرقات تسلك ، و سترسل خلفك اصدقائها في حراستك ، فقط صدق نفسك
انت لست بوحيد ، حولك الكثير و لكنك لا تراهم ، هل ترى طابور النمل الهابط من السقف ، حول مساره ، ضع مكعب السكر في طريقه ، و لكن اياك و محاولة تعدادهم سيفروا منك و لن يعودوا
صدق نفسك ، انت لست وحدك

الجمعة، 14 مارس 2014

اوراق قديمة

في موسم تقديم الاقرار الضريبي لا اتذكر اين وضعت بطاقتي الضريبة ، دعبست في أوراقي التي نقلتها دون عناية من مكان لأخر و ساعدني احدهم في ذلك علي عجل ، الان و انا احتاج اوراق لم انظر بها منذ عام تقريبا تختلط الاوراق مع بعضها القديم و الحديث ، تصتطدم عيني بشهادات تخرجي و اوراق من شركات عملت بها و مكاتب التحقت بها وصور رسمية من مستندات تخصني او لاتخصني ، او كنت اعتقد وقتها انني سأحتاجها ، في صورة ضوئية من البطاقة الشخصية الورقية استغربت صورتي ، كانت وسط اوراق الشهادة الثانوية و كانت صورة اخرى علي الشهادة ، (صورة مين دي ) لم أعرف ، تلك الاوراق المدفونة من أعوام في ادراجي و نسيت الاطلاع عليها ، من كنت و من انا الان ، قفزت الي ذهني موقف ضابط الجوازات : وشك دلوقتي مدور و الصورة وشك فيها مثلث انا ممكن مطلعكش الطيارة ، تاريخ صورة الجواز و تاريخ السفر بينهم ثلاث أعوام فابتسمت في وجهه و سألته عن الحل ، وكانت اجابته ودودة انه سيتركني امر علي ان اوعده بتجديد جواز السفر بمجرد عودتي استجبت له و نفذت وعدي ، ثلاث سنوات رسمت علي وجهي ملامح أخرى ، ماذا لو كانت صورة الشهادة الثانوية في جواز السفر ، أضحك و أنا اتخيل وجه رائد الشرطة و هو يقارن بين الصورة الشخصية و وجهي
رفعت صورتي القديمة و توجهت للمرآة و قارنت بين وجهي و بينها ، ترى ماذا كان يدور في رأسي في ذلك الوقت ، حاولت التذكر ، تذكرت قنوتي و تململي من الحياة ، و غضبي الدائم و صعو بة ارضائي ، و ادركت وقتها انني كنت في نعيم لا ادركه قد تركته الي نعيم ادركه ، فالرضا عن حالي الأن منبعه ادراكي للنعم التي حلت علي ، و غضبي وقتها بسبب عدم فهمي لطبيعة النعمة التي كنت فيها
ربما منعك فاعطاك
و ربما اعطاك فمنعك
و ربما اعطاك الفهم في العطاء و فهم المنع فاعطاك الفهم
و ربما حجب عنك الفهم فاعطاء نعمة رضاء بغيب لا تدركه
و كانت جملة لو علمتم الغيب لتمنيتم الواقع تحوم حول رأسي ، فجذبتها الي و دخلت منها الي ذاكرتي في اعوام دراستي الثانوية ، رأيت مخلتي القماش المخططة بالاخضر الفاتح و الازرق و رأيتني أجذب حبلها الابيض المعتم من الاتربة و اغلق فوهتها به و اعقده علي ربطة اذن الارنب ، و تربت يدي في درج الدكة علي مجموعة كتب ، و اميل علي زميلي المنتبه لمدرس الاحياء و هو يشرح التكاثر و اهمس له : هتفضل كده زي الامبيبا بتتكاثر ذاتيا ، فيكتم ضحكته و هو يدفعني بكوعه لاصمت فأخرج كتاب من الدرج في خفاء دون ان ارفعه واشير له فينظر له و هو يفتح فاه و يخرج من جيبه جنيها ليشتري مني الكتاب قبل الفسحة و حصول اخر عليه ربما كان الكتاب احد سلسلة رجل المستحيل او ملف المستقبل لا اري جيدا الان هو من نفس القطع الصغير .
ترى لو قابلت احد زملاء الثانوية و اخبرته انني الان بائع كتب سيصدقني ، اتخيل ملامح احدهم و انا اخبره ، انسى ما كنت ابحث عنه و اجد ورقة كتبتها لنفسي لاتذكر عليك بكذا و كذا
ياااااااااااه ، هل كنت اعرف ان طريقي الي ما انا فيه كنت ساسلكه ، لم ارسم لنفسي الطريق و لم امشي فيه و لكنني عرجت عليه من عدة طرق فوصلت لنصيبي الذي كنت ساصل اليه بكل حال

الخميس، 13 مارس 2014

صبغة شعر بيضاء

ادخل للصيدلية اسأل عن صبغة شعر بيضاء ، يعتذر مبتسما و يخبرني بالالوان المتاحة
اريد ان امرر بعض الخيوط البيضاء في رأسي ، هناك ثلاث شعرات بيضاء في طرف ذقني يتداروا عند اطلاق لحيتي ، يحكي لي الخال عن جد لنا كان كلما زاد عمره اسود شعره اكثر و ان الشعرة بعدما تشيب و تبيض تسود مرة اخري و تصبح اكثر سوادا مما سبق ، و انه يهيم في دروب قبائلنا ببضائعه ، يحط في احد البطون فيتزوج منها و يترك بذرته و يرحل ، و كان يصحبه فتى يرعى بغلته و يجرها له و ينزل من عليها بضائعه ، و يجلس علي باب مسكنه - خيمته - حتى يترك بذرته ، مات الجد من اعوام و بقي الفتى يحكي حكايته ، علي الرغم من مرور السنين عليه الا انه فتى ، امرد . نحيل . تنسدل من تحت قبعته خصلاته المقصوصة ، يلجأ الاحفاد للفتى ليثبتوا مرور الجد بقريتهم ، يأخذهم من ايديهم و يتجه لطورمبة المياه خلف خيمته ، و يصب عليهم ليغتسلوا ، و ينظر في وجوههم ، فيصرف من يصرف و يبشر من يرى انه من ابناء عمومتنا ، و في لحظة رضا و هو منتشي بلحم غزال يسيل مرقه علي ذقنه سألته كيف يعرفهم ، اجابني بان اغسل و جهي في مياه الطرمبه و أعود ، اجلسني بجواره و امرني ان انظر لوعاء الماء بجوار النار ، و سألني عما اري ، وجدت وجهي يترقق علي صفحة الماء ، قال : ان جبال الكحل تفنيها الموارد و ان ولاد سيدي زي جدهم كحل عنيهم رباني مبيتغسلش بالمي .
نظرت لوجهي في المياه و جلست بجواره و انتظرت المزيد ، و سألته عن عمره فضحك و لم يجيب ، و بعد فترة قال : عارف كمان ولاد سيدي مبيشبوش ، شعرهم اسود غميق و كل مبيهرموا بيسود اكتر .
مر علي تلك الجلسة عشرون عام ، و مللت الرحيل لدروب عوائلنا لاعرف مرسى فتى جدي ، فلا هو يستقر و لا يعثر عليه الطامعين في اسم قبيلتنا ، وهم انواع يغلب عليهم الراغبين في مزج دماءاصلابهم بدمائنا ليخرج خلف يحمل اسرارنا المحمولة من المعابد القديمة ، لا يعرفون انها لا تلقن و انما تسرى بيننا دون علمنا او رغبة مننا
في عامي الخامس و الاربعين لا تزال رموز قبيلتنا محفورة علي سحنتي فلا الدموع تخفي ظلال الرموش في ضي الشمس و لا شاب شعر الراس ، و احن لزيارة دروبنا ، و لو رؤني بالحال هذه لعرفوا ان دمائي خالصة ، و يفتضح امري بين عجائز القبائل ، فلا ضير من شيبة مصطنعة ، فمقتل سيد سيدي كان بيد الخائفون من ظلالنا الطائفة في الضحى ، فلا قبل لاحد علي قتالها ، ولا التمنع عليها في الليالي القمرية الكاملة ، و ان بوحه لصديقه انها لا تختفي الا بموت صاحبها ، كتب علي من يحمل منا ريح جدي مصيره ، فاما الغربة الدائمة و الرحيل بلا سكون ، و اما انتظار الموت في مكان واحد
صبغة شعر بيضاء قد تحل المشكلة اذا صحوت في الفجر و لم اترك اطياف ظلالي حرة و انا نائم حتى الضحى ، و الا انام في الليالي القمرية التامة ، لن يتشكك بي احد ، فقط تلك المرأة العجوز التي همست لي بسري و لم تفضحني في مقابل مضاجعتها ، فخطوط ذقنها الزرقاء المدقوقة ترسم علامة حسن و كحلة عينها الكثيفة تخيف سحرة الضوء و اسنان فرجها نعمتها كثرة الولوج فيها ، قد افلت منها و ان اصطادتني فللظلام حيله ، فقط لو اعثر علي صبغة شعر بيضاء

الأحد، 5 يناير 2014

رسالة مني في 2014... الي في 2013

عزيزي احمد
كنت تنتظر ان ينبت لك اجنحة و تحلق بها في سموات الكون ، لا اقاوم مد شفتي لليسار ساخرا و انا اتذكرك ، سذاجتك لا تنتهي ابدا ، و لا تفيق من اوهامك ، كنت ترسم احلامك بندف السحاب في السماء و لكن الريح بعثرتها و لكنك لا تكف عن رسمها ، اشعلت النيران في نفسك و لوحت عليها من روحك حتى يتصاعد الدخان باحلامك و لكنه طار و لم يعد
سيجارتك تنفث منها حلقات الدخان و تتسع و تتسع حتى تضيع
و لكني ممتن لك ، محولاتك المتتالية للطيران علمتني القفز ، لم احلق بعد و لكن ازدادت ارتفاع قفزاتي و لم اعد اسقط علي نفس الارض اسقط في اراض اخرى ، لا تخبري بان السقوط سقوط انا اسميها خطوة كبيرة
بعض الالم يفيد تتفق معي ، اعرف انك لا تحبه و تستنكره و لكني اريد ان نتذكره ، تذكر هذا الالم جيدا فقط تذكره و لا تعتاده
ممتن لانك كلما كنت تشعر بالكبر كنت تذكر نفسك بنفسك كيف كانت و من اين اتت و الي اين تذهب
ممتن لانك كنت صلبا و لم تنكسر كلا لم تكن صلبا بل اقتديت بعود القصب النابت وحده علي طرف الطريق كان ينحني مع الريح و لا ينحني لها .
خفف عن نفسك ، الدنيا اخد وعطا
انبسط في السنة الجديدة ، الدفا حلو متخافش منه