الأربعاء، 29 أغسطس 2018

حماية الأديان في مقابل حرية العقيدة وحرية التعبير


يثار كل فترة زمنية جدل حول جريمة أزدراء الأديان مثل الجدل حول إلقاء القبض على الناشط شريف جابر بسبب نشره لفيديوهات وكتابته مقالات عن الإلحاد وتطاوله على الذات الالهية وهي تمثل جريمة إزدراء أديان بينما يدافع عنه البعض بالحماية الدستورية المقررة للحقوق والحريات ومنها حرية التعبير وحرية العقيدة، ولم يكن هذا هو الجدل الأول من نوعه في مصر فتكرر في السنوات الأخيرة عدة مرات، مثل قضية المدون كريم عامر في عام 2006م، واتهامه بالاساءة للاسلام وإهانة رئيس الجمهورية، وكذلك قضية مايكل نبيل عام 2011م التي كانت متعلقة بموقفه من التجنيد ودعوته ضد التجنيد الإجباري وليس فقط كونه لا ديني، وكذلك الجدل حول المتنصر محمد حجازي الذي عاد للإسلام عام 2016م، وحيث يصل بهم الأمر إلى اللجوء الإنساني وترك الشخص موطنه والأقامة في دول أخرى.
حرية العقيدة محمية بالدستور
وجرى العرف الدستوري منذ دستور 23 على أن حرية العقيدة مطلقة ولكن ممارسة حرية العقيدة مقيدة بالعادات المرعية للبلاد المصرية والنظام العام بعناصره الأولية أمن وصحة وسكينة والمصلحة العامة وعناصرها استقرار وعدالة وتقدم اجتماعي بمعنى أن كون العقيدة كامنة في الصدر والتصريح بها لا يستفز الأخرين ولا يمس مشاعرهم الدينية ولا يثير الخواطر فيخضع بالتالي إلى حماية الدستور، لكن الممارسة لشعائر العقيدة ولأفكار حرية التعبير وحرية العقيدة إذا كانت بتمس الآخر وتمثل اعتداء عليه وتصل لأزدراء الأديان فهذه الحرية تمثل اعتداء على حريات الأخرين، وإذا كانت تسخر من المعتقدات الدينية فهي تعتدي على المجتمع ككله وتمس النظام العام للدولة.
ويقع على الدولة مسئولية حماية الأديان من الاعتداء عليها وتدنيس قدسيتها بالنسبة لمعتنقيها وحمايتها من التطاول عليها والسخرية منها فحماية الأديان تمثل حماية للنظام العام، وإذا تجاوز صاحب الرأي واساء استخدام حقه في حرية التعبير بما يصل إلى الاخلال بالنظام العام تتدخل الدولة، لذا تدخل المشرعين في عديد من الدول وعلى مر التاريخ بسن قوانين تجرم اساءة استعمال الحرية في التعبير أذا مثلت تعدي أو أعتدت على حرية الاخرين ومعتقادتهم، وجرمت التعدي على الأديان وازدراء الأديان.
وتكررت عملية نشر مصنفات فنية مختلفة من أدب وشعر ورسم كاركتير وغيرها من وسائل التعبير تتضمن اعتداء على الذات الالهية وعلى الأديان والتى تغضب المؤمنين بها بما يمثل ذلك اعتداء على النظام العام، وتعددت القضايا حول هذا الموضوع مثل قضية مجلة إبداع وقصيدة شرفة ليلى مراد، وقضية كتاب وليمة لأعشاب البحر التى أدى نشرها إلى مظاهرات في جامعة الأزهر، وقضايا متعلقة بروايات مثل أولاد حارتنا وعزازيل وغير ذلك، فكان للقضاء القرار في مدى كونها تمثل إعتداء على الأديان أم لا وانتصر لحرية التعبير أحيانا وتحيز للنظام العام أحيانا فينظر كل حالة بمنظورها الخاص.
القيود على حرية التعبير
وهناك خلط في المفاهيم فحق النقد مختلف تماما عن التطاول والازدراء، وحقوق الأقليات وحقوق الأغلبية وأي حرية منصوص عليها في الإتفاقيات الدولية والدستور بيشملها حد إحترام الآخر وإحترام حرياته وحقوقه وعدم التعدي عليها،وهناك قيد اساسي وهو الحفاظ على النظام العام، والسخرية ليست من النقد بأي حال لأنها تستهزيء من الآخر ومعتقادته وهدفها الأساسي هي الأستفزاز وإثارة المشاعر مما يؤدي لعدم الاستقرار.
وهناك من يستخدم مثال الدعاء داخل المساجد الذي يقصر الدعاء للمسلمين فقط دون غيرهم ويصفه كنوع من التحريض أو الازدراء ولكن هذا المثال لا يعتد به لأن الدعاء داخل مساجد للمسلمين والخطبة موجهة للمسلمين من الناحية القانونية، ولكن من الناحية الدينية ومن وجهة نظر إسلامية الإسلام رسالته بعثت للعالمين.
وتناولت الأحكام القضائية في أزمان مختلفة ولدول مختلفة موضوع القيود على حرية العقيدة وحرية التعبير بما يوضح إن مجرد إثارة الخواطر بتناول الأديان والتعدي عليها باللفظ مخالفة للنظام العام.
والنظام العام ليس مصطلح غامض كما يعتقد البعض ولكنه محدد بالأحكام القضائية وبأراء فقهاء القانون وخاصة القانون الإداري حيث إنه يحمل مفهوم الحفاظ على نظام الدولة سواء بالقوانين والتشريعات أو بالتدخل بسلطات الدولة للحفاظ على استقرارها وأمنها والصحة العامة، فلو ترك كل شخص لأقتضاء حقه أو ممارسة حرياته دون تنظيم الدولة لشاعة الفوضى وسادت القوة دون الحق، والنظام العام المصري يدخل فيه حماية الأديان السماوية الثلاث من أي تعدي عليها ولأن الدين من مكونات النظام العام المصري وتراتبت الدساتير المصرية على ذلك وخاطبت المشرع بإن الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسى للتشريعات المنظِّمة لأحوالهم الشخصية، وشئونهم الدينية، واختيار قياداتهم الروحية، فالدين من أهم المكونات الفطرية للمجتمع المصري وأساس للعادات والتقاليد السائدة فيه ومرجع للأخلاق الإنسانية للأفراد المكونين للمجتمع.
والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الدولة المصرية مطبقة في حدود ما ينص عليه التشريعات الداخلية وقوانينها المتعلقة بهذه الاتفاقيات.
وبالتالي من حق الدولة ممارسة سلطانها في الحفاظ على الأمن العام والاستقرار العام حتى لا تسود الفوضى، بأن يقتضي الغاضبين من التعدي على ديانتهم حقهم بأنفسهم، فتحول السلطة التنفيذية إلى القضاء الأمر ليحكم فيه ويقرر بعد بحثه في الأمر وتحققه وتداوله ما يراه للموازنة بين الحريات والقيود المفروضة عليها بما يحقق صالح المجتمع ككل.
المواد القانونية المتعلقة:
مادة 98 من قانون العقوبات
يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تتجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تجاوز ألف جنيه كل من استغل الدين في الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة، لقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية
الحريات في الدستور
حرية الاعتقاد مطلقة. وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون.
حرية الفكر والرأى مكفولة. ولكل إنسان حق التعبيرعن رأيه بالقول، أو الكتابة، أو التصوير، أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر.
في ال‘لان العالمي لحقوق الإنسان
-  لكل إنسان الحق في حرية التفكير والإعتقاد والديانة، وهذا الحق يتضمن حرية تغيير الديانة والإعتقاد، كما يتضمن الحرية في الجهر بالديانة أو الأعتقاد سواء بصفة فردية أو في جماعة، سواء أكان ذلك في السر أو في العلن وذلك بواسطة التعليم ومزاولة الطقوس والشعائر والمراسم.
- لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير بما يتضمنه ذلك من الحق في ألا يزعج بسبب آرائه، والحق في ان يستقصي ويتلقي وينشر - دون إعتبار للحدود - الأخبار والآراء بأي وسيلة من وسائل التعبير.

الأرناؤوط جالية حكمت مصر

إندمج في مصر العديد من أصول أجنبية والبعض عاد إلى بلده الأصلي وهناك من انخرط في البلد ولا تستطيع تفريقه، وكتاب (الجالية المخفية: فصول من تاريخ الألبان في مصر) يتحدث عن أحد الجاليات في مصر وهم الأرناؤوط أو الألبان، جالية من منطقة ألبانيا حاليًا في أقليم البلقان، الكتاب صادر عن دار الشروق- مصر، بعد أن كان صدر باللغة الألبانية عام 2016م ونُشرت ترجمة لفصل منه بالعربية في المجلة التاريخية المصرية، وهو من تأليف محمد م. الأرناؤوط، أكاديمي كوسوفي- سوري لديه دكتوراه في التاريخ الحديث ودَّرَس في العديد من الجامعات في الأردن وكوسوفو،وذهب إلى القاهرة للبحث حول دور ألبان مصر في النهضة القومية الألبانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بَحَث في أرشيف الصحافة المصرية خلال الفترة الزمنية 1878م- 1914م وتواصل مع ألبان مصر الذين كانوا على قيد الحياة مثل كريم حاجيو وموسى شيخو وعثمان أرناؤوط وغيرهم.
الألبان كنموذج لبناء القومية بعد تفكك الدولة العثمانية
والكتاب يقدم نموذج للقومية الحديثة وإذا كانت القومية تمثل الوعي بالعودة إلى الأسلاف والأصول، فالكتاب يعود إلى بعد زمني أقدم من تفكك الدولة العثمانية وتكوين الدولة القومية للألبان، ويتخطى البعد المكاني للقومية الجغرافية إلى مصر وتأثير الأرناؤوط في قومية أخرى عبر أزمنة تاريخية أقدم من الدولة العثمانية نفسها، وتأثير مصر على الأرناؤوط وعلى تكوين قوميتهم الخاصة بعناصرها المختلفة، فالكتاب يوضح تأثير مصر على الأبجدية الألبانية، وتأثيرها على نزعة الاستقلال، بل استقدام أمير مصري من أصل ألباني ليكون مشروع حاكم الألبان ولكنه يصبح بعد ذلك حاكم مصر، وتناول الألبان كجالية مخفية في مصر حتى بعد اندماجهم، وتوضيح الفارق بين قوميتهم وغيرهم من القوميات والتى حدث التباس في النصوص التاريخية في مصر بينها وبين الجركس، ويتناول اقامة جماعة سياسية أسست كيان سياسي دولة قومية حديثة فالكتاب يقدم نموذج للقومية والإنتماء خارج الحدود الجغرافية  ويعتمد على الإثنية والإنتماء إليها بالميلاد في مكان آخر.
وبتناول تعريف أندرسون للقومية في كتابه الجماعات المتخيلة بأنها (جماعة سياسية متخيلة، حيث يشمل التخيل أن لها حدود وذات سيادة) وتطبيقه على هذا النموذج المقدم في الكتاب الذى يتناول الإنتماء إلى القومية الألبانية وكيف خاض الألبان معارك عسكرية في فرق حربية غير نظامية ولائها لكبيرها القبلي وإنخرطت في جيش مصر النظامي لكون ولائها لمحمد على حاكم مصر وهو من نفس إثنيتها، وكيف كانت الصلة بين الجالية في مصر وبين الوطن القومي لهم في فترات زمنية مختلفة.
ويقدم الكتاب الأدوات التاريخية التى قدمت الجماعة القومية المتخيلة، فيوضح التمايز اللغوي واللغة المطبوعة وصنعها في كتاب والصحف الألبانية وغير ذلك من الأدوات التى قدمت القومية بشكلها الحديث ولم يكتفي بالبعد التاريخي والسلالة الإثنية الواحدة والروابط الدينية وعلاقة الدين في دعم القومية وكيف كان الانتماء الى الطريقة البكتاشية الصوفية وارتباطه بالإنكاشرية في الدولة العثمانية، بل قدم ايضا كيف تم استخدام اللغة الألبانية في إحدى الكنائس في مصر تعبيرا عن عمل تمردي يمثل القومية الألبانية.
الألبان أعلنوا استقلالهم عن الدولة العثمانية 28/11/1912م وكان الأمير فؤاد الأول (ملك مصر فيما بعد) من أقوى المرشحين لعرش ألبانيا فأسرة محمد على التي حكمت مصر هي سلالة ألبانية، ومصير ألبانيا لم يستقر في حدودها الحالية الا عام 1920م، وكانت الإسكندرية مقر لحراك سياسي ضد الحكم الشيوعي في ألبانيا.
وفي مصر كان هناك صعوبة تقابل المؤرخين في تفريق الألبان الروم الأرثوذكس عن اليونانيين بسبب تسجيل أنفسهم كمواطنين يونانيين، فالألبان أغلبهم مسلميين والأقلية روم أرثوذكس وكاثوليك.
وفصول الكتاب تعتمد على الفترات الزمنية فيقدم عناصر القومية الألبانية في مصر كدولة مهجر باستخدام المنهج التاريخي.
من المماليك حتى محمد على:
استخدم المؤلف البعد التاريخي لوجود الأرناؤوط في مصر ووضح الخلط في المصادر التاريخية المكتوبة بين الأرناؤوط وقوميات أخرى مثل الشركس وغيرهم.
ففي مرحلة المماليك: يبرز يوسف بن تغري بري وأصله الأرنؤوطي، والسلطان خوشقدم والسلطان تمربغا كمماليك ألبان وصلوا لحكم مصر، معتمدا على نصوص تاريخية مكتوبة.
ومرحلة الحكم العثماني: يوضح وجود عدة (ولاة) من الألبان حكموا مصر منهم سليمان باشا الذي تولى ولاية مصر مرتين، ومحمد باشا دوكاجين صهر السلطان سليم الأول، وسنان باشا، ومراد أرناؤوط، ويشرح انخراط الألبان في الدولة العثمانية وإرتقائهم أعلى المناصب.
واثناء الحملة الفرنسية استعانت الدولة العثمانية في قواتها التي حاربت الحملة الفرنسية على مصر بفرق يغلب على تشكيلها الأرناؤوط وساهموا بشكل كبير في الإنتصارات العثمانية، مما اعطى سمعة جيدة عن المحارب الأرناؤوطي.
ومع وصول محمد على للحكم أتحد جميع الأرناؤوط في صفه لمواجهة المماليك في الجنوب والإنجليز في الشمال، وبعد فترة تخلص من مخاطرهم بالتدريج خصوصا كبار زعماء الأرناؤوط الذين كانوا يتعاملوا معه بندية ويعتبرونه كواحد منهم.
حملات ألبان مصر على الجزيرة العربية:
استجاب محمد على للسلطان العثماني وأرسل حملة إلى الجزيرة العربية لضرب الدولة السعودية، ولكي يتخلص من القوة الألبانية الغير منضبطة استخدمها في حروب خارج مصر على الدولة السعودية والسودان وحرب الدولة العثمانية على اليونان والحملة على بلاد الشام حتى قل عددهم.
دور ألبان مصر في النهضة القومية الألبانية:
تحول الوجود العسكري الألباني إلى مدني بالإنخراط في التجارة ووظائف الدولة، ثم حدث هجرة كثيفة من جنوب ألبانيا إلى مصر بسبب وجود أسرة محمد علي في الحكم.
واشتهرت مصر بوجود كُتَاب النهضة القومية الألبانية فيها مثل ثيمي ميتكو، وسبيرو دينه، ولوني لوغيري، وأسس ألبان مصر روابط وجمعيات تنسق نشاطهم في مجال اللغة والثقافة والسياسة وتمثلهم في العالم الألباني، فقد تأسست رابطة الأخوة عام 1875م ونشاطها القومي الذي دعى إلى ألبنة الكنيسة، وكان أغلب الألبان في الجنوب من الأرثوذكس وكانت لغة الكنيسة وقتها يونانية، فذهب أعضاء الرابطة إلى الكنيسة اليونانية في الزقازيق وأنشدوا باللغة الألبانية مما أدى إلى نزاع مع القنصل اليوناني في القاهرة.
وكتاب النحلة الألبانية للكاتب ثيمي ميتكو والذي كان يدعو إلى حق ألبانيا في أن تكون دولة قومية نُشِر بالاسكندرية، ووضعت لجنة ألبان مصر مذكرة باسم الألبان موجهة إلى القوى الكبرى المنتصرة في الحرب بغرض حماية ألبانيا من المطامع الخارجية وقُدِمت المذكرة إلى سفارات الدول الكبرى في القاهرة، ومع إعلان استقلال ألبانيا انكمشت الصحف الألبانية الصادرة في مصر، ولألبان مصر دور في الاتفاق على أبجدية موحدة للألبان.
سنوات الملك أحمد زوغو في مصر
كان الملك أحمد زوغو يتابع المقاومة ضد الاحتلال الايطالي من لندن في الفترة من 1940م حتى 1945م ويتابع الحرب الاهلية في ألبانيا بعد انسحاب إيطاليا، وجاء ملك ألبانيا السابق إلى مصر عام 1946م، وساعد اللاجئين الألبان حتى ترك مصر في عهد جمال عبد الناصر إلى باريس حيث توفي هناك عام 1961م.
فالكتاب يقدم نموذج للدراسات القومية والتاريخية ويستخدم المنهج التاريخي لإبراز عناصر القومية وتطبيقها على النموذج الألباني، ويبرز دور الجالية الألبانية في مصر في بناء القومية الحديثة للألبان وتواجدها في مصر من فترات تاريخية سابقة عن موجات بناء القوميات بعد الحرب العالمية.

الأحد، 7 مايو 2017

حارة اليهود في القاهرة ... من النشأة حتى النهاية

كانت الخلية الأساسية للحياة المدنية في القاهرة تتمثل في الأحياء بأكثر مما كانت تتمثل في الطوائف، التي ظلت اهتماماتها مهنية على وجه الخصوص والتي كانت منطقة نشاطها لا تغطي إلا جزءاً من حياة المدينة. وكان يشار إلى الأحياء عادة باسم الحارات (حارة)، وإن
أقام المواطنون فى المدينة الاسلامية التقليدية فى احياء متجانسة من الناحية الدينية أو الطائفية – العرقية ، او من نواح اخرى . وجاء أنغلاق الاقليات فى أحياء خاصة بهم إما لرغبة الحكومة فى ذلك لكى تسيطر و تشرف على الاقليات (وبخاصة في جباية الضرائب )، او لأن الأقليات رغبت فى ذلك لأعتبارات متعلقة بالحياة المشتركة ،ولأسباب متعلقة بالأحساس بالأمان .
ونجد وصف الحى اليهودى فى (حارة زويلة ) في العديد من المصادر
فى أواخر القرن التاسع عشر ، أوضح على باشا مبارك مؤلف الخطط التوفيقية الجديدة ، أن اليهود أطلقوا فى ظل هذه الفترة تعبير حارة النصارى على حارة زويلة نظرا لسكنى كثير من الأقباط فيها ، ولوجود كنيسة قبطية فيها ، وكانت مقسمة الى أربعة أحياء :
- حارة زويلة
- حى اليهود الربانيين
- حى القرائين
- درب الصقالبة
أما الحى كله فسمى بحارة اليهود ، ولكن كان لكل حى من الأحياء الأربعة بوابة مستقلة ، وإن كان الحى كله من الداخل كتلة واحدة .
ويقول الباحث (ا.ريموند ) المتخصص فى دراسة تاريخ القاهرة ومدن أخرى فى الفترة العثمانية إن حى اليهود امتد على مساحة حوالى ستة هيكتارات . وهو يوجد في قلب (المينو) على مقربة من حى الصاغة فى المكان الذى تتم فيه أعمال مرتبطة بصياغة المعادن النفيسة ، وكما هو معروف لعب اليهود دوراً كبيراً فى هذه الأعمال . ولم يكن الحى منغلقا بل كان مفتوحا ويمكن دخوله من عدة أحياء أخرى ، وكان يوجد بشارعه الرئيسى مسجد . ويتضح من وصف (أوليا شلبى )فى كتابه رحلات  أن حى اليهود لم يكن معزولا كما يوضح ريموند لأن اليهود نظموا حياتهم حتى يمكنهم الحياة مع المصريين واستخدام نفس المرافق العامة معهم.
بالأضافة إلى ذلك حاولوا أن تكون اتصالتهم مع العالم الخارجى محدودة قد الامكان وأن تتوفر كل أحتياجتهم داخل الحى ، فكان لهم سوق يمكن أن يجدوا فيه كل احتياجاتهم دون ان يضطروا للذهاب لأسواق أخرى.
وكان الشارع الرئيسى ضيقا جدا ، لدرجة أنه كان فى عدة أماكن يستحيل مرور حصان أو جمل او رجلين يسيران بجوار بعضهما . وكان كثير من المنازل مكونا من خمسة طوابق أو ستة ، وكان منظر الحى بائسا جدا ، لدرجة تجعل من ينظر اليه يخطئ التقدير ، خاصة أن كثير من منازله كانت تضم ممتلكات كثيرة ، فضلا عن أثاث هذه المنازل كانت تدل على تمتع أصحابها بمنزلة رفيعة كنا نصادف أحياناً أسماء أخرى مثل "خط" و "درب"
وتشغل حارة اليهود مساحة كيلومترين مربعين تقريبا ، تبدا من وسط شارع الصاغة ، تتفرع بداخلها حوالى 12 حارة و زقاقاً ، تكثر به المنحيات و العطف ، وتتصل عن طريق سبع منافذ بحى الخرنفش وجنوب الحسينية ، وتجاور شارع الموسكى وخان الخليلى و الصاغة وحى الحسين ،وقد فصلها عن شارع الحمزاوى (سوق الحمزاوى الكبير) شارع الأزهر عند شقه عام 1930 م .
في حارة خميس العدس و بالتحديد فى منزل شموئيل القرائى ، عاش الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمدة خمس سنوات
على الرغم من أن بنيامين التطيلى قد أوضح لنا أن اليهود المصريين عاشوا في خمس عشرة مدينة أو قرية كبيرة معظمها في الوجه البحرى ، وعلى الرغم من أن المقريزى لم يذكر لنا شيئا عن معابد اليهود خارج القاهرة و الفسطاط و الجيزة و ضواحى الاسكندرية ، فإن وثائق الجنيزا كشفت عن أنهم عاشوا في طول البلاد و عرضها شأن المسلمين و المسيحيين.
واذا كانت الطبيعة التآزرية للأقليات قد حكمت اليهود بحيث كانوا يشكلون جماعات صغيرة داخل المدن التى سكنوها ، فإنهم لم يكونوا نسيجا أجتماعيا خاصاً يختلف عن النسيج الأجتماعى العام وإنما كانوا جزءاً عضوياً داخل هذا النسيج الكلى.
كذلك فإن إقامة اليهود في أنحاء البلاد المصرية ارتبطت بالحرف و الصناعات و المهن التى تعيَّشوا منها ، ولم يكن توزيعهم السكانى و الجغرافى نتاجاً لوضعيتهم الطائفية باعتبارهم أقلية دينية
فإن تركز عدد من اليهود حول المعبداليهودى كان يمثل ظاهرة سكنية في كل أنحاء مصر ، ولكن ذلك لا يعنى أنهم سكنوا هذه المناطق فقط
القاهرة عاصمة مصر و قد عاشت طائفة يهودية ضخمة في هذه المدينة منذ العصر الفاطمى  - ضمت في صفوفها أبناء الطوائف اليهودية من فلسطين ، وبعض يهود بابل و عاشت في القاهرة منذ القرن العاشر الميلادى طائفة قرائية ،و في عام 1168 م أشعل ابناء المدينة الحرائق في أجزاء كبيرة من الفسطاط للحيلولة دون الغزو الصليبى ، وأسفر هذا الحريق عن هجرة أعداد كبيرة من سكان الفسطاط بمن فيهم اليهود إلى المدينة الجديدة.
وأشار الحاخام عوفديا في رسالته عام 1448 م إلى أنه يوجد فى مصر( مصر لفظ يطلق على المدينة الجديدة القاهرة) حوالى سبعمائة منزل يهودى . خمسون من بينهم للسامريين الذين يدعون كوتيم ، ومائة وخمسون من بينهم للقرائين ، أما البقية فهى خاصةبالربانيين . ويوجد حوالى خمسين بيتاً للمتنصرين الذين هم من أصول أندلسية .
و في واقع الأمر فقد تزايد تعداد اليهود في القاهرة منذ خروج اليهود من الأندلس إذ أرتحلت اعداد كبيرة من الأندلس إلى القاهرة متجهين لفلسطيم الا ان الكثير منهم فضل البقاء في القاهرة نظرا لجودة الظروف الأقتصادية و المعيشة بها. ورغم أن معظم يهود القاهرة من السفاراد فقد كانت توجد في القاهرة طائفة من اليهود المستعربين ، وطائفة يهود شامية ، وطائفة أخرى اشكنازية. وأقام معظم اليهود في حى زويلة . أما اليهود القراءون فقد أقاموا في حارة القرائين التى تقع في نفس الحى.
كان لحى الحمزاوى فى القاهرة الذى كان حيا يهوديا خالصا شهرة واسعة فى الغرب ، خاصة أنه كان متخصصا في تجارة الجملة ، وكان معظم المشتغلين بالصرافة و تجارة الأثاث من اليهود ، وكان أغلبهم من أبناء الطائفة اليهودية القرائية ،ومن الاشكناز.
كانت الزيادة في اعداد اليهود في مصر نتيجة لتزايد أعداد المهاجرين الذين قدموا من الغرب إلى مصر خلال فترة الأزدهار الاقتصادى التى شهدتها مصر خلال فترة حكم الخديوى اسماعيل
ومن 1897 – 1947 استمرت الزيادة نتيجة لتدفق حركة الهجرة اليهودية على مصر من سوريا وسالونيك وسائر المدن التركية و البلقان و أوروبا الشرقية وايطاليا و المغرب وفلسطين ، و خاصة الهجرة من فلسطين الى مصر خلال فترة الحرب العالمية الأولى ثم هجرة اليهود من مصر الى فلسطين في الثلاثينات من القرن التى شهدت صحوة صهيونية
قدر عدد سكان حى القرائين خلال عام 1917 ب 1096 يهودياً فى مقابل أزدياد المجتمع الرباى الناتج عن الهجرة الى مصر
كان الحى اليهودى القديم في القاهرة يقع شمالى شرق المدينة أى في منطقتى الجمالية و الموسكى . وقد جاء في أعمال الرحالة الذين زاروا هذا الحى خلال القرن التاسع عشر أن هذا الحى يعانى من التكدس ، وأن شوارع هذا الحى ضيقة للغاية للدرجة التى يصعب معها أن يجتاز شخصان الشارع فى نفس الوقت .
وشهد القرن التاسع عشر بداية خروج اليهود من هذا الحى ، و النزوح الى أحياء أخرى غير بعيدة من الحى اليهودى القديم ، ومع هذا فقد نزح فقراء المهاجرين اليهود اليه ، وخلال عام 1897 م بلغ عدد اليهود الذين أقاموا في حى اليهود الربانيين الواقع في منطقة الجمالية  5501 يهودى و قد شكلوا  47.4 % من مجمل يهود القاهرة ، و قدر عدد اليهود الذين اقاموا في حى البرابرة ( درب البرابرة حاليا ) الواقع في منطقة الموسكى في نفس العام ب 1986 يهودياً ، ( وشكلوا 17.1 % من تعداد يهود القاهرة) بينما يهود الظاهر بحى الوايلى 1038 يهوديا بنسبة 8.9 % من يهود القاهرة .
و شكل يهود الجمالية في عام 1907 م ما يربو على ثلثى يهود القاهرة ، كما شكلوا حوالى 12 % من سكان الحى
و قدر عدد اليهود المقيمين في حى اليهود الربانيين فى عام 1917 ب 4283 نسمة . وفى المقابل فقد قدر عدد اليهود المقيمين في حى اليهود القرائيين ب 1096 يهوديا ، و تركز اليهود في أحياء أخرى بنسب عالية من سكان تلك الأحياء مثل حى الوايلى و الدرب الأحمر و الموسكى و العباسية الشرقية و الأزبكية وباب الشعرية وعابدين و هليوبلس مصر الجديدة.
و حرص اليهود في الأحياء التى تمركزوا فيها على الحفاظ على تقاليدهم اليهودية ، وعلى الأقامة بجوار بعضهم البعض ، و في عام 1937 م عاش 60 % من يهود القاهرة فى منطقة الوايلىالتى كانت تضم هليوبليس و عابدين . وكان الانتقال إلى الأحياء الجديدة من أبرز سمات التحولات التى طرأت على المجتمع اليهودى في العصر الحديث .
وقد تبقى فى القاهرة فى عام 1961 م حوالى 5658 يهودياً معظمهم في أحياء الوايلى ( الظاهر و هليوبليس و عابدين ).
أسهمت الهجرة إلى مصرو التى ضمت فى صفوفها اعداد ضخمة من اليهود فى خلق جو (كوزموبوليتانى) في النصف الأول من القرن العشرين، ومنح نظام الأمتيازات مزايا عديدة للرعايا الأجانب ، فسعى اليهود و غير اليهود على الحصول على رعاية القوى العظمى ، وحصلت أعداد كبيرة من العائلات اليهودية فى مصر على الرعاية الأجنبية ،وكانت نسبة اليهود المتمتعين بالرعاية الاجنبية كبيرة جدا فاقت أعداد اليهود المصريين الذين لم تتعد نسبتهم نصف في المائة من المجتمع اليهودى وذلم في عام 1947 م .
كان معظم يهود مصر من رعايا فرنسا ، كما كان بعضهم الآخر من رعايا إيطاليا
فى عام 1896 م تأسست اول مدرسة يهودية تابعة لجماعة (الاتحاد الاسرائيلى العالمى ) في القاهرة و أصبحت خاضعة لاشراف الطائفة في عام 1912 م ( "والمدرسة الاسرائلية في حارة اليهود  مكانها الأن مدرسة النصر" ).
وتلقى اطفال يهود مصر تعليمهم في اطار تعليمى اتسم بالتعددية اللغوية ، وكان الغالب اللغة الفرنسية ، والانفتاح على الثقافات الغربية المختلفة ، بينما لم تلق اللغة العبرية أى أهتمام يذكر و قد مكنهم ذلك من الاندماج في المجتمعات التى هاجرو اليها من مصر بعد عام 1948 م .

كيف ترك اليهود مصر ؟
بدأت منظومة مصر الاقتصادية في التغير منذ نهاية عقد الثلاثينات من القرن العشرين مع إلغاء سياسة الأمتيازات وحتى نهاية الاربعينات أى مع إقرار أسس جديدة لإدارة اقتصاد الدولة ،أقر قانون الشركات عام 1947 م اشترط أن يكون 40% من اعضاء إدارة البنوك و البورصة من المصريين ،و أن يكون 75 % من العاملين في المؤسسات المصرية مصريين ، و أن يصل 65 % من الأجور الى مصريين ، ففصل اعداد كبيرة من اليهود من البنوك و المؤسسات ، ووصلت هذه الحملة إلى الذروة في عامى 1956 و 1957 م مما أضطر ألاف اليهود الى الرحيل عن مصر .
بين يونيو ونوفمبر 1948، وضعت قنابل في الحي اليهودي في القاهرة قتلت أكثر من 70 من اليهود واصابة ما يقرب من 200. 2 في عام 1956، و المصرية استخدمت الحكومة حملة سيناء كذريعة لطرد ما يقرب من 25،000 مصري اليهود ومصادرة ممتلكاتهم. ما يقرب من 1000 المزيد من اليهود وتحويلهم إلى السجون والمعتقلات. في 23 نوفمبر 1956، وهو الإعلان الذي وقعه وزير الشؤون الدينية، وتقرأ بصوت عال في المساجد في جميع أنحاء مصر ، وأعلن أن "كل اليهود هم الصهاينة وأعداء الدولة"، ووعد أنه سيتم طرد في وقت قريب. الآلاف من اليهود أرغموا على مغادرة البلاد. سمح لهم يستغرق سوى حقيبة واحدة، ومبلغ صغير من المال، وأجبروا على التوقيع على تصريحات "التبرع" ممتلكاتهم للحكومة المصرية. وأفاد المراقبون الأجانب التي تم اتخاذها أعضاء من العائلات اليهودية رهائن، على ما يبدو لضمان أن أولئك الذين أجبروا على ترك لم يتحدث علنا ضد الحكومة المصرية. 3
عندما اندلعت الحرب في 1967 ، وتمت مصادرة المنازل والممتلكات اليهودية. موقف مصر تجاه اليهود انعكس في ذلك الوقت في تعاملها مع النازيين السابقين. وقد سمح لمئات للإقامة في مصر ومواقف معينة في الحكومة. رئيس الجستابو في احتلال بولندا ، ليوبولد Gleim (الذي كان قد حكم عليه بالإعدام غيابيا)، تسيطر على الشرطة السرية المصرية
أدت أحداث فلسطين عام 1948 م الى تغير مسار الشارع المصرى من تيار وطنى مصرى الى تيار قومى عربى ، وبعد ثورة 50 حدثت عملية سوزانا التى جند فيها يهود مصريين مما أظهرهم بالطابور الخامس و بعد اعدام اثنين من الارهابين اليهود ردت الحومة الاسرائلية بالهجوم على غزة ، و شاركت في اعتداء 1956 م على مصر دون مبرر .
يقول لاسكير أن الغاء القضاء الشرعى و الملى لمختلف الملل و الأديان خطوة على الطريق نظام عبد الناصر لالغاء كل القيم و الافكار وطريقة الحياة التى كانت تتميز بها الأقليات فى مصر ، وقانون الجنسية بعد الوحدة مع سوريا
لم تكن هناك ضغوط شعبية على اليهود من المسلمين و الاقباط و أن المشاكل كانت اساسها اقتصاديا خاصة بالوضع تحت الحراسة و تأميم الممتلكات و سياسة الدولة ضد الأجانب ، فلم يكن مخصص الاجراءات لليهود بل كانت للاجانب عموما و الأغنياء المصريين مسلمين وأقباطاً.
 نشأ جوزيف بساح فى حارة اليهود القرائيين ودرس الهندسة في جامعة القاهرة وكان يشعر بالفخر لرؤية موسى مرزوق في المعبد بالحارة وعند القبض على مرزوق شعر جوزيف برغبته بأن يكون جاسوسا و شعر بالحزن لاعدام مرزوق.


اليهود و الصاغة
لا يزال حتى الأن يستخدم الصائغين من مصنعين و تجار بعض المفردات العبرية مثل الاعداد و بعض الالفاظ الاخرى
ويرجع ذلك الى توارث المهنة في منطقة الصاغة الملاصقة لحارة اليهود من اليهود
على الرغم من أن بنيامين التطيلى قد أوضح لنا أن اليهود المصريين عاشوا في خمس عشرة مدينة أو قرية كبيرة معظمها في الوجه البحرى ، وعلى الرغم من أن المقريزى لم يذكر لنا شيئا عن معابد اليهود خارج القاهرة و الفسطاط و الجيزة و ضواحى الاسكندرية ، فإن وثائق الجنيزا كشفت عن أنهم عاشوا في طول البلاد و عرضها شأن المسلمين و المسيحيين
.
واذا كانت الطبيعة التآزرية للأقليات قد حكمت اليهود بحيث كانوا يشكلون جماعات صغيرة داخل المدن التى سكنوها ، فإنهم لم يكونوا نسيجا أجتماعيا خاصاً يختلف عن النسيج الأجتماعى العام وإنما كانوا جزءاً عضوياً داخل هذا النسيج الكلى.
كذلك فإن إقامة اليهود في أنحاء البلاد المصرية ارتبطت بالحرف و الصناعات و المهن التى تعيَّشوا منها ، ولم يكن توزيعهم السكانى و الجغرافى نتاجاً لوضعيتهم الطائفية باعتبارهم أقلية دينية
فإن تركز عدد من اليهود حول المعبداليهودى كان يمثل ظاهرة سكنية في كل أنحاء مصر ، ولكن ذلك لا يعنى أنهم سكنوا هذه المناطق فقط .
اشتغل اليهود بالعديد من المهن التى لها صلة بالمعادن ، فاشتغلوا في مجال تنقية المعادن واختبارها "الششنجى " ، واعداد الانسجة المطرزة من الذهب و الفضة ،واعداد العملات ، وصناعة المجوهرات المرصعة بالأحجار الكريمة ،و أعداد كبيرة من القرائيين اشتغلوا بالصياغة ويتم الاشتغال بها إما في اطار الصناعة المنزلية أو فى محل في السوق يتم استخدامه كورشة.
كان معظم المشتغلين بالصرافة فى مصر من اليهود الذين عملوا فى حى الصاغة و وكالة الصواريف و عطفة المقاصيص
حكايات من حارة اليهود
يحكى جوئل بنين فى كتابه شتات اليهود المصريين عن موريس شماس يهودى قرائى يعيش فى القدس يتحدث العربية من مواليد 1930 م بحارة اليهود بالقاهرة كتب فى الصحف اليهودية الشمس و الكليم نشر مجموعة قصصية عن حارة اليهود ( الشيخ شابتاى وحكايات من حارة اليهود ) تصور زكرياته عن حارة اليهود، بالنسبة اليه فإن يهود الحارة مصريين أصلاء نسخاً كربونية من أولاد البلد فيحكى عن عم محمود الذى أختفى من الحارة و عاد بعد فترة معه ابنه الطبيب الذى افتتح عيادة فى الحارة ، ويروى عن غضب اليهود عند اعلان ليلى مراد اسلامها للزواج و مواقف أهل الحارة من ذلك كأغلاق راديو المقهى عند اذاعة اغانيها ثم اختفاء الغضب عندما علموا بزيارتها ليلا لمعبد موسى بن ميمون و طلب الدعاء لوالدها من خادم المعبد .
كان القرائين و الربانيين في حارتين متجاورتين و يعملا في نفس المهن مع بعضهم كان الدكتور موشى مرزوق يهودى قراء يعمل فى المستشفى الربانى الذى كان يتردد عليه الكثير من اليهود القرائين لأنهم لم يكن لهم مرفق طبى خاص بهم و قد خصصت الطائفة القرائية دعم سنوى للمستشفى و موريس شماس كان يكتب في الجريدة الربانية الشمس.
وحافظ الاشكيناز فى القاهرة على تنظيم طائفى منفصل و تمركزو جغرافيا في منطقة درب البرابرة حيث كانت الياديشية هى لغة الحديث في الشارع حتى خمسينات القرن العشرين و كانت لهم عروض مسرحية يديشية و برنامج بالياديشية
و جاك حسون يصف أمرأتين يهودتين في حارة اليهود يجرى بينهم حديث عن الراحة من الهموم و الموت و يصف ملابسهم  ترتديان فساتين طويلة سوداء اللون وبالية تماما ، لسن محجبات كما أن المسلمات لم تكن محجبات في الخمسينات من القرن العشرين . إحداهما ترتدى الزى التقليدى ليهوديات مصر (الحبرة) و هى عبارة عن قطعة قماش كبيرة تغطى الرأس و يشبك على الصدر ثم يربط فى الظهر ، أما المرأة الأخرى فكانت ترتدى منديلا أسود اللون على رأسها
في عام 1954 م أمام محل الحانوتى أشير رجلا يمشي ذهابا وأيابا أمام المحل مرتديا سروالا طويلا وصديرياً ويغطى جسمه بالتاليث كما يحمل التفيلين . إنه ينهى التواشيح التقليدية المضافة على صلاوات الصباح.
مقهى جداليا فى حارة اليهود الذى كان مكان العاطلين من اليهود الباحثون عن عمل فقد يجدوا تحميل او نقل بعض الاثاث أو وليمة الصعودية و كيف كان هذا المقهى سبب فى تجنيس العاطلين بالجنسية الايطالية ( أصحاب القمصان السود )و فرارهم من الخدمة العسكرية الايطالية في الحبشة ليصبحوا ابطالا ضد الفاشيست و يهاجرو لايطاليا فيما بعد .
أطلقوا اليهود على يهود درب البرابرة لفظ الشلخت فقد كان يسكنه يهود اشكناز و يحتوى على محلات بيع الحلوى و سيدات يضعن شعر مستعار و رجال حاسيديم ملتحين ، جاءوا في بداية القرن هروبا من الابادة في كيشينيف الى حارة اليهود متأففين من الظروف و الحر والذباب هاتفين شلخت ، فأطلقت عليهم شلختينا للنساء و شلخت للذكور
من أبرز اليهود القرائين الذين عاشو فى حارة اليهود و الخرنفش مراد بك فرج استاذ القانون الذى شارك في تعديل وثيقة القانون الاساسى المصرى الدستور
 – يوسف درويش : المحامى الشيوعى الشهير 
داوود حسنى : الملحن و الموسيقار
كما عاش في الحارة جمال عبد الناصر في خميس العدس عام 1933 م

كان الشوهيت ( كاهن يقدم القرابين ) يجوب أحياء المدينة ويراقب تجار الطيور فعند الذبح ينادى على الشوهيت باسمه يا شمعون يا ابراهيم ليحضر الذبح و يظهر شارته و يراقب السكين الحاد كالموس فاذا كان به خدش واحد لا يأخذ ربحه على الذبح و يأخذ الطير الشوهيت و يذبحه بنفسه و يلقى به على الارض حتى يسيل دمه و يغطى الدماء بالتراب وهو يهمهم ( لأن الدماء هي الحياة ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- تعنى لفظ الجنيزا خزانة الاسفار البالية من الاستعمال ، غير انها تعنى اصطلاحاً مجموع الوثائق العبرية و الآرمية و العربية التى تم أكتشافها خلال القرن التاسع عشر في معبد بن عزرا فى الفسطاط .
- أندريه ريمون، فصول من التاريخ الاجتماعي للقاهرة العثمانية، ترجمة زهير الشايب، القاهرة: مكتبة مدبولي، 1975م-ص 18.
- قاسم عبده قاسم : اليهود في مصر ، دار الشروق ، القاهرة، 1993 ص 38- 54 .
- يعقوب لاندو : تاريخ يهود مصر في الفترة العثمانية، ترجمة جمال الرفاعى وأخرون ، المشروع القومى للترجمة ،المجلس الأعلى للثقافة ، 2000 م .
- عرفه عبدو على : يهود مصر بارونات وبؤساء ، ايتراك للنشر ، مصر ، 1997 م .
- جوئل بنين : شتات اليهود المصريين ، ترجمة  محمد شكر ، دار الشروق – مصر- 2008 م
- جاك حسون : تاريخ يهود النيل ، ترجمة يوسف درويش ، دار الشروق مصر ، 2008 م
- محمد أبو الغار : يهود مصر من الازدهار الى الشتات ، دار الهلال ، مصر ،2006 م

 - http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/anti-semitism/egjews.html

الاثنين، 19 ديسمبر 2016

الكنيسة البطرسية بالعباسية وأسس الأحتقان الطائفى في مصر


بُنيت الكنيسة البطرسية بالعباسية عام 1911م بواسطة عائلة بطرس غالي رئيس نظار مصر فوق ضريحه بمدافن العائلة ، والحادث الأرهابي الأخيرالواقع بالكنيسة يربط تاريخيا بين الحادث وحادث إغتيال بطرس باشا نيروز غالي رئيس نظار مصر، وحادث الإغتيال الذى كان ابرز معالم أول موجة من الفتنة الطائفية من عام 1910 وحتى أحداث ثورة 1919م ، كانت مبررات إبراهيم الوردانى للإغتيال تحمل أعتراضات سياسية وطنية ، فيعتبر الحادث أول حادث إغتيال سياسى في العصر الحديث، أُتخذ علي أثره تأسيس مكتب القلم السياسي، حيث كشفت التحقيقات وجود تنظيمات سياسية لا تعلم الدولة عنها شئ بالرغم من وجود الاحزاب ، بينما كان هناك رأي إنه لو لم يكن بطرس غالي قبطيا لوقعت الجريمة أيضا مهما كانت ديانة المعتدى عليه


وكان اغتيال بطرس باشا نيروز غالي مُسبب لجدل تاريخي حول الفتنة الطائفية والتعصب، لدرجة أن الحركات السياسية فيما بعده حرصت في محاولت إغتيال يوسف باشا وهبي أن يكون القائم بالاغتيال يدين بالديانة المسيحية حتى لا يصبغ الإغتيال السياسي بطابع طائفي ، فوقوع الجريمة علي رئيس وزراء قبطى جعلت فريقا من الأقباط يتصور أن القتل كان لأسباب دينية وبدافع التعصب الديني لكون المعتدى عليه قبطى، وأتهم الحزب الوطنى بزعامة محمد فريد بتهييج الرأي العام علي بطرس غالي ومواقفه من معاهدة 1889 وحادث دنشواي وقانون المطبوعات والنفي الاداري.4


وقبل حادث الاغتيال كان هناك إحتقان مكتوم بين الأوساط الحاكمة والطبقة المثقفة ففي كتاب المسألة الشرقية لمصطفى كامل 1898 شرح أن الاستعمار البريطانى يستخدم مسألة الدين للتدخل في شئون الدولة العثمانية من أجل حماية الأقليات الدينية وأن الاستعمار استخدم الحيل والوقيعة في ذلك الشأن ، وتناول أحداث الأرمن وكريد واليونانين في تساليا علي إنها دسائس من الدولة الانجليزية وليست مزابح طائفية في الدولة العثمانية تركت أثرها في النفوس ، وذكر ( غنى عن البيان أن المسلمين في الدولة العلية متى رأوا فريقا من أخدانهم المسيحيين يعمل بأوامر الأجنبي عدوه خائنا للوطن العثماني )6

مظاهر الاحتقان الطائفي
وكثرت المزايدات ومحاولات الوقيعة بين المسلميين والمسيحيين من أقباط مصر، فبينما كان مبرر الاغتيال لبطرس غالي هو انه قاضي محكمة دنشواي الا أن فتحي زغلول كان عضو في المحكمة وكان بالقرب من بطرس غالي أثناء محاولة الإغتيال، لدرجة إنه قام باستجواب الوردانى وجعله يوقع علي اعتراف بجريمته ، وتحولت احداث المحاكمة التى جرت في شهور قليلة إلي لغط مجتمعى كبير تسوده روح الغضب وتأويل وتغيير الحدث وتفسيره من كل طرف حسب رؤيته، فتعددت الأقاويل حول رفض مفتى الديار المصرية ( بكري الصدفي ) إبداء رأيه في الحكم بالاعدام علي الوردانى وانتشرت مقولة أنه رفض إعدامه لأنه لا يجوز أخذ الحد من بسلم بذمى ، واستغل الإستعمار الإنجليزى الموقف بكل الطرق، ومنها أنه أوحى بمواقفه انه يتخذ جانب طرف معين حتى يشتد غضب الجمهور عليهم.
وتنوعت مظاهر الفتنة من منع نشر صورة الوردانى واعتبار الجمهور له بطل قومى وتسميته بغزال البر والتغنى باسمه في الشوارع.

واتخذت الصحف القبطية النقل عن الصحف الانجليزية وسيلة لنقل الأراء، وسافر بعض القبط الي انجلترا شاكين مستنجدين، ودعت الصحف الي ايجاد فرق من الاحتلال تجوب المدن لحماية الاقباط، واغلاق الصحف التى تحرض علي كراهية الاقباط ،ودعو لان يحكم الانجليز مباشرة لان الخديوى عباس يساند الحركة الوطنية.

(واستمرت الجماهير تدافع عن الوردانى واعتبروه بطلاً وطنيًا إلا أن السلطات البريطانية تمكنت من تثبيت أقدامها، فقد نشر القانونان الخاصان بالصحافة والاتفاقات الجنائية. وعلى إثر نشرهما خطب وزير الخارجية السير إدوارد جراى فى مجلس العموم البريطانى، مهددًا مصر بحماية الأقليات فيها، وتغيير المعاهدات العتيقة الخاصة بها وزادت الصحافة الاستعمارية من تحريضاتها.)1

ويقول سعد زغلول في مذكراته ( وقد فرح المسلمون فرحا عظيما بهذه الحادثة ، واستبشروا بها خيرا ، وتناجوا باستحسان فعل القاتل، وود الكثير لو يفلت من العقاب ، أما المسيحيون فتأثروا من الحادثة وخصوصا الانجليز منهم وعلى الأخص الأقباط ، وأظهروا العداوة والبغضاء للمسلمين) ، وتلا ذلك قضية نجيب بك فهمى وكيل ادارة البضائع في السكة الحديد واتهامه بالرشوة والتى حكم فيها ببرائته فعده المسلمون خذلانا لهم وعده المسيحيين انتصارا لهم2

احتفال المسيحيين بالرئيس الامريكى تيودور روزفلت عند زيارته لمصر والسودان بالرغم من غضب الحركة الوطنية من خطابيه في السودان وفي الجامعة المصرية التى اظهر فيها الميل والانعطاف للمسيحيين واثنى علي الحكم الانجليزي واشار الي عدم استعداد المصريين للحكم الذاتى بينما أظهر المسلمين السخط عليه2


المؤتملر القبطى والمؤتمر المصري

كان المسلمون يسيئون الظن بالأقباط ويتهمونهم بموالات الانجليز المستعمرين لما يجمع بينهما من رابط المسيحية، وكان المسيحيين يسيئون الظن بالمسلميين واعتقادهم التربص بهم لان المسيحين الأكثر تعليما والأكثر دفعا للضرائب بسبب كثرة تجارتهم وشعروا إنهم مظلمون وظهرت دعوات للاعتداد بالنسبة العددية فظهر المؤتمر القبطى وكان من مطالبه ان تكون الكفأة هي المعيار وليس نسبة العدد الأقباط بالنسبة للمجتمع ، وكان كثير من المسلميين ينزلون أنفسهم منزلة خاصة من القبطي وينظرون إليه نظر السيد اإي المولي ، حتى انتهى الامر بالقبط الي أن يضعوا أنفسهم تحت حماية العائلات الاسلامية الكبيرة في الصعيد.4

وأستمرت الصحف فى أخذ المواقف والاثارة بين الطرفين حتى الصحف البريطانية

استغلت الصحافة القبطية الحوادث البسيطة التى كانت تحدث من الجماهير المتعاطفة مع الوردانى، وسيلة لإثارة جماهير الأقباط، وأخذت جريدة «المقطم» الموالية للإنجليز تنشر الروايات المختلفة والمهيجة لمشاعر المسيحيين المصريين، وراح «فانوس» يدعو للاحتلال ولحكم كيتشنر وبأنه لا سلامة للأقباط إلا مع الاحتلال، وعندما قدم المفتى فتواه فى قضية الوردانى، استخدمتها الصحافة الاستعمارية وسيلة للطعن فى الإسلام وإثارة الأقباط. وقالت «الجازيت» تعليقًا على الفتوى:

«إن الشريعة الإسلامية لا تحسب حياة الوزير المسيحى الأول شيئًا مذكورًا فى جنب أحقر المسلمين».

ونهجت الصحافة الاستعمارية الأخرى على غرار الجازيت، فقد مسخت المستند الأصلى الذى ساق فيه المفتى أسباب الرفض، لتوهم الناس أنه بمقتضى الشريعة الإسلامية لا يمكن الحكم على مسلم قتل مسيحيًا بالموت. وبعد أن شاعت فى أوروبا تلك الصورة الممسوخة وعملت عملها فى إثارة الحفيظة الدينية فى إنجلترا أرغم «جراى» على إظهار المستند الأصلى، فظهر أنه مستند عادى اتبعت فيه أوضاع اصطلاحية.

ومن هذا الجو المشحون بالكراهية الدينية والإثارة العنصرية، كان لابد وأن يؤدى إلى مواجهة أكبر وأخطر انقسام، وفعلاً تحول المؤتمر الأصلى للأقباط الذى كان مزمعاً عقده فى ١٩١٠ لبحث مشاكل الطائفة إلى مؤتمر عنصرى، وتبعه مؤتمر آخر سمى المؤتمر المصرى، وقد تما بتحريض المستعمرين، وسمى المؤتمر المصري ولم يسمى بالمؤتمر الاسلامى لحرص مصطفى رياض باشا لتأكيد الوحدة الوطنية1

ومن الأقباط الذين استطاعوا أن يضعوا الحادث فى حجمه الحقيقى وأن يتصدوا بحكمتهم البالغة وبصيرتهم النافذة إلى بعض هذه القلة التى أرادت أن تصطاد فى الماء العكر وتحاول إشعال الفتنة الدينية. ونفى فكرة وجود خلفية دينية أو طائفية وراء عملية الاغتيال أمثال «نصيف المنقبادى»، و«مرقس حنا»، و«مرقس فهمى».1

ثورة 19 تعالج الفتنة الوطنية في مصر

وكانت الأحتقان الطائفى مستمر بمظاهره المختلفة حتى احداث 1919 والوفد المصري وثورة 1919 الذى اخذت شعار الهلال والصليب كرد على محاولات الانجليز للايقاع بين المسلمين والمسيحين في الاعوام السابقة وقدم فيها أهل مصر مثالا تاريخيا علي التحالف والوحدة الوطنية

وكان واصف باشا غالى وزير خارجية مصر فى وزارات الوفد منذ أيام سعد زغلول،وشارك فى ثورة1919 وكان عضوا في الوفد الذي مثل مصر، وعندما سأله الإنجليز مذهولين: «كيف تنضم لقتلة أبيك؟ فقال: «أفضل أن انضم لمن قتلوا أبى على أن انضم لمن قتلوا وطنى»1

واستقال مكرم عبيد من منصبه سكرتير المستشار الإنجليزى لوزارة العدل لينضم للثورة، وعندما اختلف سعد مع عدلى يكن حول «مشروع ملنر»، ينفض السبعة المسلمون من حول سعد ولا يبقى معه متمسكًا بالحق الوطنى غير واصف غالى وسينوت حنا بك.1

بناء الكنيسة البطرسية

قامت عائلة بطرس باشا بالاستعانة بمهندس القصور الملكية المهندس الايطالى انطونيو ليشياك (Antonio Lasciac 1856 - 1946 ) وقام بتصميم الكنيسة وهو احد ابرز المهندسين المعماريين فى مصر الذى اعتمدت عليه العائلة المالكة فى تشييد قصورها حيث اصبح فى عام 1907 رئيس مهندسى القصور الملكية وحصل على البكوية، أعمال الفسيفساء لشركة أنجلوجانيزي من البندقية2

وقام برسم اللوحات الفنان الإيطالي بنتشيرولي Primo Babchirolyوأعمال الفسيفساء شركة أنجلوجانيزي في فينسيا ،والزخارف تحت إشراف مرقس باشا سميكة الذى اسس المتحف القبطى المصري3

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 – خالد عزب ، صفاء خليفة : الاغتيالات السياسية في مصر( 1910- 1981 )، دار الكتاب العربي ، بيروت- لبنان،سنة 2011م، ص 41 .

2 – سعد زغلول : مذكرات سعد زغلول – الجزء الثالث ، تحقيق عبد العظيم رمضان ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1990، ص 334، 354،365

3 - محمد علي محمد خليل : المعمار الايطالي في الاسكندرية ، بحث المستوى الثانى للماجستير 2008 2009

4 – محمد محمد حسين : الاتجاهات الوطنية في الادب المعاصر، الجزء الأول، مكتبة الاداب مصر ، الطبعة الثالثة، 1980 ،ص 107،115

5 – محمد حسين هيكل : تراجم مصرية وغربية، مؤسسة هنداوى للنشر ، 2014 ، pdf

6 - مطصفى كامل : المسألة الشرقية ، مؤسسة هنداوى للنشر ، 2014 ، pdf، ص 11، 12

الصور ويكيبيديا وغيرها