جئنا الي القاهرة في هوجة التهجير مع العدوان الثلاثي ، تركنا بيتنا بحي الاربعين و دكان ابي الشهير بعرق البلح ،و طريقته المجلوبة معه من صعيد اسيوط الي شقة اعلي بناية في درب البرابرة بالموسكي حيث عبور الشارع عبر خط الترام لدخول كنيسة زويلة ، و تناول البرشان ، وشراء الخبز و الخل من الخواجة بيسح و العودة مرة اخرى مرورا بخط الترام ، و اسمع همهمات ابي عن رغبته في شراء دكان الخواجة (ارتين) ، و اقتراح امي ان دكان سوسو الدباح احسن و مداري ، و انكار ابي تهمة الطمع عن نفسه بان ارتين خواجة و ح يسيب البلد لكن سوسو مصري و قاعد ، أدس يدي في الكيس الورقي و أقطف من أول رغيف خبز تناله يدي قطعة و أرميها في حلقي قبل ان ينتبها لي ، تلاحظني امي فتميل علي و تحمل عني الكيس متحججة انه ساخن علي، و يتوقف الحديث حتى نصعد لبيتنا ، تتناول اختى تريزا الاكياس منهم و تفرد الخبز علي الطاولة حتى يبرد و تدخل الي المطبخ لتحضر الافطار
نجلس في الصالة المتسعة علي الكنب الاسطمبولي في انتظارها ، تنادي امي علي عواطف لكي تكف عن النوم و تتجه لمساعدة اختها و يبدأ ابي في حكاياته المتكررة.
كان يحكي لنا : (الجنيه الورق كان يساوي جنيه ذهب و خمسين فضة .كان اغلي من جنيه جورج الذهبي).
تلقمني امي قطعة خبز ساخن ألوكها ببطء و استمتاع
يقول ابي : (كنت اهتف توب الدمور بخمسة ابيض)
أشد قطعة من الرغيف الساخن و أمضغها علي مهل.
(في الحرس الملكي كنا نشوف مولانا زي الاسد كان له لبدة علي كتافه و لما يتمطع كأنه في غابة بيصرخ)
يلتفت أبي الي تاركا سرده : (يا واد متكلش العيش حاف كده من غير غموس ! ناوليه قوطة و لا خيارة و حطيله جبنة في العيش ).
أترك الخبز الملطخ بالجبن و أمتص مياه البندورة و ألقياها جانبا.
(كنا في سينا ساعة الفالوجا، عملت بدوي و دخلتلهم جمل محمل مون ، ماكنش عبد الناصر سهل ، سألني عشان يوقعني في الكلام ، قولتله يعيش مولانا و جيش مولانا )
أنهض تجاه الخبز المفرود علي الطاولة و أتناول رغيفا و اختبئ به داخل خزانة الكنبة الاسطمبولي.
(ما تشوفوا حاجة للواد ده بدل العيش الحاف ده).
ترد عليه أمي : العيش الحاف يربيله كتاف .
ترص عواطف الاطباق علي الطاولة و تلحق بها تريزا التي تجلسني علي حجرها و تكتف يدي و هي تحاول عبثا ان تزغطني مثلما تفعل مع البط . أصرخ و أغلق فمي و أبكي و أدعي الموت . يشدني أبي منها و هو يربت علي ظهرى حتى تزول الزغطة المزيفة . تناولني امي كوب الماء و هي ترش منه رزازا علي وجهي حتى يزول احمراره . أفلت منهم و أخطف رغيف خبز و أركض الي التراسينة ، أنزع باسناني قطعة كبيرة منه و انا اصعد السلم للسطح ،و أجلس على سوره و انا آكل و أفتل من بطانته الطرية فتات للطيور تأكل معى .
نجلس في الصالة المتسعة علي الكنب الاسطمبولي في انتظارها ، تنادي امي علي عواطف لكي تكف عن النوم و تتجه لمساعدة اختها و يبدأ ابي في حكاياته المتكررة.
كان يحكي لنا : (الجنيه الورق كان يساوي جنيه ذهب و خمسين فضة .كان اغلي من جنيه جورج الذهبي).
تلقمني امي قطعة خبز ساخن ألوكها ببطء و استمتاع
يقول ابي : (كنت اهتف توب الدمور بخمسة ابيض)
أشد قطعة من الرغيف الساخن و أمضغها علي مهل.
(في الحرس الملكي كنا نشوف مولانا زي الاسد كان له لبدة علي كتافه و لما يتمطع كأنه في غابة بيصرخ)
يلتفت أبي الي تاركا سرده : (يا واد متكلش العيش حاف كده من غير غموس ! ناوليه قوطة و لا خيارة و حطيله جبنة في العيش ).
أترك الخبز الملطخ بالجبن و أمتص مياه البندورة و ألقياها جانبا.
(كنا في سينا ساعة الفالوجا، عملت بدوي و دخلتلهم جمل محمل مون ، ماكنش عبد الناصر سهل ، سألني عشان يوقعني في الكلام ، قولتله يعيش مولانا و جيش مولانا )
أنهض تجاه الخبز المفرود علي الطاولة و أتناول رغيفا و اختبئ به داخل خزانة الكنبة الاسطمبولي.
(ما تشوفوا حاجة للواد ده بدل العيش الحاف ده).
ترد عليه أمي : العيش الحاف يربيله كتاف .
ترص عواطف الاطباق علي الطاولة و تلحق بها تريزا التي تجلسني علي حجرها و تكتف يدي و هي تحاول عبثا ان تزغطني مثلما تفعل مع البط . أصرخ و أغلق فمي و أبكي و أدعي الموت . يشدني أبي منها و هو يربت علي ظهرى حتى تزول الزغطة المزيفة . تناولني امي كوب الماء و هي ترش منه رزازا علي وجهي حتى يزول احمراره . أفلت منهم و أخطف رغيف خبز و أركض الي التراسينة ، أنزع باسناني قطعة كبيرة منه و انا اصعد السلم للسطح ،و أجلس على سوره و انا آكل و أفتل من بطانته الطرية فتات للطيور تأكل معى .