الدين ... الجنس ... السياسة
كسر التابوهات الثلاثة .. مفتاح نجاح الرواية
عزازيل . . . الراهب و الشيطان
رواية عزازيل تضع القارئ في حيرة حول التوازنات بين حرية التعبير واحترام المقدسات وتضع إشكالية أن ناقل الكفر ليس بكافر علي المحك فمؤلفها يوسف زيدان هو مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية وله دراسات وكتب منشورة تعتمد علي المخطوطات وتتناول فلسفة التاريخ وحين يشير في روايته عزازيل في المقدمة إنها مجرد ترجمة أجراها علي مجموعة مخطوطات وقعت تحت يديه تضع القارئ موضع المصدق لذلك لان مكانة المؤلف العلمية تؤهله لذلك و حتى لو لم تكن مجرد ترجمة وإنما إبداع خالص للمؤلف فدراساته وعلمه تشكل مرجعية تجعل الرواية في حكم الوثيقة التاريخية فسيان إذن إذا كان الراوي هو هيبا الراهب أو يوسف زيدان
فهي تنقل أحداث تاريخية مرت بها العقيدة المسيحية وأثرت في الكنيسة وتتناول الصراع الداخلي للراهب بين رغباته والتزاماته الروحية والصراع الخارجي بين الخير والشر ولكن أي الأطراف هو الخير وأيهما هو الشر عند اختلاف وجهات النظر تختلف الرؤى فالراهب يمر بتجارب متنوعة منذ أن كان في صعيد مصر مارا بالسكندرية حتى القدس وتستمر رحلته ويستمر صراعه بين نفسه كراهب وشيطانه عزازيل وتتناول بعض النقاط الخلافية حول النسطورية في الديانة المسيحية
واعتمد هنا علي عرض بعض النقاط في الرواية تاركا للقارئ حرية الحكم عليها والرواية صدرت عن دار الشروق في مقطع متوسط 380 صفحة تشمل ملحق مصور لاماكن الأحداث وبعض شخصيات الرواية
( الأسقف تيودور : إنني أفكر كثيرا في أفلوطين وفي مصر فأري أن كثيرا من أصول الديانة أتت من هناك لا من هنا . الرهبنة . حب الاستشهاد . علامة الصليب . كلمة الإنجيل ... حتى الثالوث المقدس هو فكرة ظهرت أولا بنصوع عند أفلوطين
هيبا : ثالوث أفلوطين فلسفي هو عنده الواحد والعقل الأول والنفس الكلية والثالوث في ديانتنا سماوي رباني الأب والابن وروح القدس وشتان بين الاثنين )
هنا يعتمد الراوي علي أسلوب طرح الفكرة وطرح الرد عليها أو نقيضها ليقع القارئ في الجدل بين نقيضين ويعمل فكره لكي يغلب عقيدته ويختار ما يراه الصواب فيخرج الراوي من دائرة الاتهام
( هيبا : ميمر الرحلة المقدسة كتاب مشهور في مصر الم ترى أصله اليوناني يا أبت
نسطور : رأيته لكني يا هيبا أفكر في جرأة هذا الأسقف كيف له أن يحكي عن السيدة العذراء مريم المبجلة ويورد عنها الأوصاف والأقوال غير مستند إلا لدعواه بأنه رآها في منامه ... )
( هيبا : يا سيدي هل تعتقد أن يسوع هو الله أم انه رسول الإله ؟
نسطور : المسيح يا هيبا مولود من بشر والبشر لا يلد الآلهة .. كيف نقول أن السيدة العذراء ولدت ربا ونسجد لطفل عمره شهور . لان المجوس سجدوا له ! ... المسيح معجزة ربانية . إنسان ظهر لنا الله من خلاله وحل فيه ليجعله بشارة الخلاص وعلامة العهد الجديد للإنسانية ..)
( هيبا : الظاهر يا أبت إنني لم اعمد في صغري !
نسطور : لا عليك لابد انك فعلت أو سوف تفعل بمشيئة الرب ولكن لا بأس يا هيبا كثيرون غيرك تأخر عمادهم ومنهم من صاروا مع الأيام أساقفة امبروزيوس أسقف ميلانو ونكتاريوس أسقف القسطنطينية لم يعمدا إلا يوم رسما أسقفين . قسطنطين نفسه الإمبراطور لم يعمد إلا علي فراش الموت وهو الملقب بمحبوب الإله وحامي الإيمان ونصير يسوع ! )
( هيبا : اقصد يا أبت مجمع نيقيه الذي حرم فيه آريوس لقوله أن المسيح إنسان لا اله وان الله واحد لا شريك له في إلوهيته
نسطور : الإمبراطور قسطنطين كان متعجلا لإعلان ولايته علي أهل الصليب حتى انه لم يصبر علي دعوته المسكونية للمجمع إلي حين اكتمال مدينته الجديدة القسطنطينية فعقد المجمع في القرية المجاورة نيقية التي كانت لسوء اختيار موضعها تسمى أيامها مدينة العميان ! وقبلها بعام واحد كان هذا الإمبراطور يقضي حياته مشغولا بأمر وحيد هو تثبيت سلطانه بالحرب ضد قدامي رفاقه العسكريين ولما انتهي من حروبه إلي الظفر بهم أراد أن يظفر بالولاية الدينية علي رعاياه فدعا كل رؤوس الكنائس للمجمع المسكوني وأدار جلساته وتدخل في الحوار اللاهوتي ثم أملي علي الحاضرين من الأساقفة و القسوس القرارات مع انه فيما أظن لم يقرا كتابا واحدا في اللاهوت المسيحي بل انه لم يكن يعرف اللغة اليونانية التي يحتدم بها الحوار اللاهوتي بين الأساقفة في نيقية ولم يكن يهتم بالخلاف اللاهوتي بين القس آريوس وأسقف الإسكندرية اسكندر .. انتصر الإمبراطور للأسقف اسكندر ليضمن قمح مصر ومحصول العنب السنوي وحرم الراهب آريوس و حرّم تعاليمه وحكم بهرطقته كي يرضي الأغلبية من الرعية ويصير بذلك نصير المسيحية .
أري أن آريوس كان مفعما بالمحبة والصدق والبركة وأقواله هي محاولة لتخليص ديانتنا من اعتقادات المصريين القدماء في إلهتهم فقد كان أجدادك يعتقدون في ثالوث الهي زواياه ايزيس وابنها حورس وزوجها أوزير الذي أنجبت منه من دون مضاجعة . فهل نعيد بعث الديانة القديمة ؟ لا ولا يصح أن يقال عن الله انه ثالث ثلاثة الله يا هيبا واحد لا شريك له في إلوهيته ولقد أراد اريوس أن تكون الديانة لله وحده . )
غوايات اوكتافيا
( السلم الواصل بين سطح البيت وطابقه الأعلي كانت دراجاته عشرة عند الدرجة العليا التصقت بي اوكتافيا وأخذت شفتي السفلي بين شفتيها ثم راحت تمرر لسانها علي حافتها حتى أوشكت مع ارتجافه اللذة أن يغمي علي . أشرق وجهها وهي تقول لي أن تلك كانت القبلة الأولي من القبلات العشر التي ستغمرني بها ! بينما اهبط إلي الدرجة التالية دست كفها اليسري من فتحة جلبابي فاعتصرت إبطي اليمني وأحكمت التصاقي بالجدار بالتصاقها بي كانت تعلوني بدرجة فمالت بعنقها نحو أذني والتقمت شحمتها فكأنها رضيع يلتقم الحلمة من غير جوع لما تنفست في آذني سرت بباطني رعشة ترنحت مع القبلة التالية وكدت أتدحرج من فوق الدرج فجلست وقد سرى في الخدر فتركتها تفعل بي ما تشاء ألقت عنها ثوبها فألقت عني ثوبي وقد أخذني الوهج .. القبلات التاليات لا يجوز ذكرها . عند نهاية الدرج كنا قد التحمنا تماما فكأننا المادة الأولي التي بدأ منها الوجود كانت تمور تحتي وفوقي مثل قطة برية تفترس وتفَترس .)
( أخذتني إلي ممر ممتد بين صفوف الجرار وعند أخره مدت يدها خلف الجرة المجاورة للجدار فأخرجت قنينة من زجاج اخضر صاف عادت للوراء خطوتين حتى التصقت بي وقالت وهي تحك مؤخرتها بمقدمتي انه نبيذ ممتاز يناسب سهرتنا أدارت وجهها نحو باسمة وهي توالي حركتها المثيرة وتضيف : ادخرتها هنا من اجلنا منذ شهور لما أعجبني مذاقها نسيت ذاتي ساعتها وغاظني إنها غالبا ما تبدأ الأمر فدعتني نفسي إلي البدء تلك المرة حتى أشعرها بقوتي كنت صغيرا ومندفعا أدرتها من كتفها حتى ولت وجهها نحو الجدار ثم أزاحتها بضغطة من كفي علي جانبي ظهرها فانزاحت مستسلمة لي . نفخت شعلة القنديل فانطفأت ولفنا الظلام كان صدرها إلي الجدار الرطب وصدري إلي ظهرها الدافئ تحسست في الظلام جسمها فوجدتها مستسلمة تماما وقد أسندت يديها إلي الحائط ومالت برأسها قليلا إلي الأمام . رفعت عني جلبابي وأنزلت السروال ورفعت عنها ثوبها ولم يكن تحته شئ لأنزله صرنا عاريين تماما علا صوتها وهي تئن طالبة مني شقها لنصفين ....
هناك 4 تعليقات:
رواية عزازيل رواية جميلة
وربنا يوفق المؤلف ويمتعنا
بروايات اخرى
تحياتى
لم نكن نتوقع من صديقنا (سابقاً) الدكتور يوسف زيدان رئيس قسم المخطوطات بمكتبة الإسكندرية أن يهاجم القديس كيرلس عامود الدين بطريرك الإسكندرية الرابع والعشرين بمثل هذا العنف فى روايته العجيبة "عزازيل" التى حاول أن يأخذ فيها منحى المؤلف "دان براون" فى روايته "شفرة دافننشى".
وسوف نرد بمشيئة الرب على كل ما نوى به الدكتور يوسف زيدان تدمير العقيدة المسيحية الأصيلة -وهيهات أن يفلح فى ذلك- ونتعجب من تدخله السافر بهذه الصورة فى أمور داخلية تخص هذه العقيدة المسيحية. خاصةً أنه فى موقع وظيفى له ثقله التاريخى والدولى، يقتضى عليه أن يكون محايداً، خاصة بعدما ألقينا محاضرة باللغة الإنجليزية بدعوة منه حول هذه القضية فى مؤتمر دولى بمكتبة الإسكندرية. وقدّمنا فى المحاضرة شروحاً باللغات العربية العبرية واليونانية والأرامية. وأجبنا على سؤال له شخصياً أثناء المحاضرة أوضحنا فيه أن نسطور سقط فى عقيدة الشرك بالله. كما أننا استقبلناه بعدها محاضراً فى دير القديسة دميانة للراهبات ببرارى بلقاس. وقد أشاد هو بهذه الزيارة فى وسائل الإعلام.
وإذا كان يتخذ من أحد المخطوطات السريانية سنداً لروايته مع مزجها بخياله الروائى؛ فإن لدينا من المخطوطات أيضاً ما يسقط الدعاوى الواردة فى هذه الرواية. ومعروف أنه قد اتخذ مصادره فى الرواية من أعداء القديس كيرلس بابا الإسكندرية من النساطرة، وأراد أن يقدّمها على أنها هى التاريخ الصحيح كما أنه من المعروف أن هيبا أسقف الرها فى المشرق الأنطاكى لم يكن راهباً من صعيد مصر كما صوره فى روايته. ولدينا ما يثبت براءة البابا كيرلس أيضاً فى مسألة الفيلسوفة الوثنية هيباتيا. وإن غداً لناظره قريب.
الأنبا بيشوى
مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى
ورئيس دير القديسة دميانة
وسكرتير المجمع المقدس
ايها المجهول هل انت فعلا الانبا بيشوي
يعتمد الراوي علي أسلوب طرح الفكرة وطرح الرد عليها أو نقيضها ليقع القارئ في الجدل بين نقيضين ويعمل فكره لكي يغلب عقيدته ويختار ما يراه الصواب فيخرج الراوي من دائرة الاتهام
إرسال تعليق