تكامل وتناقض الانتماء الايدولوجي
هناك في تجمعات النخب المثقفة تسود أفكار حول الانتماء الايدلوجي والتعصب والتحزب نحو هذا الانتماء وتسود فرضية التناقض والاختلاف بين الانتماءات الايدلوجية فمثلا عندما يكون هناك جماعات تنتمي الي فكر الوطنية المصرية او كما يطلقون القومية المصرية فهم بحكم انتمائتهم ينكرون القومية العربية ويعادونها وكذلك هناك الكثير من القوميين العروبين يعادون فكرة القومية المصرية ويطلقون عليها نعرات عنصرية قام باحيائها تاريخيا قوي الاحتلال لزرع التفرقة بين صفوف الامة العربية ولكن علي مستوي القاعدة الشعبية العادية وفي وسط ما يسمي انصاف المثقفين لا تجد مثل هذا الخلاف والتحيز فمثلا تجد المواطن المصري العادي معتز بمصريته وفي نفس الوقت فخور بعروبته فلا ينكر اي منهم بل يحلم بجعل الوطن العربي وطن واحد دونما ان ينكر مصريته ولو سئل عن ذلك لرد ببساطة شديدة لو انا من قرية او من حي معين هل يعوق انتمائي له انتمائي للمحافظة التي تشمله وهل يعوق انتمائي للمحافظة انتمائي للوطن بلدي اعيش فيه فكذلك لا يعوق انتمائي لوطني انتمائي للوطن العربي كله فكل انتماء له محله وهم متكاملين دون نقصاناي ان المواطن البسيط يكامل انتمائته بعضها البعض بينما النخب هي التي تتحزب وتتحيز وغالبا يكون ذلك لكي تتميز وتكون نخبةوكذلك حول الايدولوجيات الاقتصادية من الليبرالية الاقتصادية الي الاشتراكية فالتنوع الثقافي لمستقبل الثقافة اومن يطلق عليه نصف مثقف يتيح التنقل في القراءات حول الايدولوجيات المختلفة دون التعمق في احدهم علي حساب الاخرين فلا يتخصص واذا كان اغلبهم يتخبط نتيجة ذلك ولا يستطيع الاختيار الامثل الملائم له الا انه يوجد منهم من يصل الي انه فقط علي المتصل فيفترض ان هناك متصل هذا المتصل من اقصي اليمين الي اقصي اليسار وبينهم ايدولوجيات عديدة ففي اقصي اليمين يوجد اليمين المتطرف ثم يتحرك تدريجيا نحو الرأسمالية المتوحشة ثم الليبرالية المتوازنة ثم الليبرالية الاجتماعية ثم اليسار الديمقراطي ثم الاشتراكية ثم الشيوعية وماقبل ذلك وذاك وما بينهم يوجد الجديد دائما واذ انه يعتبر نفسه نقطة علي المتصل فهو يعتبر نفسه متغيرفيه لانه يتبني فيه فكرة والافكار من المتغيرات وليست من الثوابت فيعطي لنفسه حق التغير في الافكار ويحد بذلك انه لايستطيع ان يتحرك من اقصي اليسار الي اقصي اليمين فجأة لان ذلك يخالف طبيعة المتصلوان حدث ذلكفهو لا ينتمي للنقطة التي كان يزعم بتواجده فكريا عليها ولكنه يجيز ان يتحرك بين نقطتين متجاورتين علي المتصل او يتحرك تدريجيا عليه فلو كان في اقصي اليسار فمن حقه ان يتحرك علي المتصل مسافة صغيرة الي الاشتراكية وهكذا يجب ان يأخذ وقته في الثبات عند كل مرحلة فكرية يمر بها الي ان يصل الي مرحلة الثبات الفكري وليس الجمود بان يختار احد الايدلوجيات كفكر يتبناه يناسبه وليس كفكرة مطلقة الصحة او يجمع ويختار من مراحل المتصل المختلفة ما يناسبه ليتبني مجموعة من الافكار يكون بها فكره الشخصي او يوجد لنفسه افكار جديدة ينتمي اليها ويضعها علي المتصل او لا يضعها وحيث انه يغلب علي الطابع الفكري في المجتمعات الثقافية التصنيف فلا يجيد احد تصنيفه وقد لا يتمكن هو نفسه من تصنيف نفسه فيهرب من التصنيف الي كونه مستقل وقد يفسر نزعته تلك بانه لا سلطوي او انه فقط انسان او ان الفصائل الحزبية المتواجدة لا تناسبه او يدعي انه صاحب فكر جديد ويحاول ان ينظر له او يكتفي بكونه مستقل دون البوح بافكاره حتييبعد عن حمي التصنيف وحيرتها فيه او ان تصفه بالتناقض بينما هو يعتقد انها متكاملة ويستخدم اي منها حسب الموقف المناسب لها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق