الجمعة، 17 سبتمبر 2010

تنكئين جرحك

أنعم الله علينا بنعم كثيرة لا تعد و لا تحصي ، دائما يخبرني الاخرين بذلك عندما كنت قانتا ، غاضبا لا ارضى ، كنت غير راضي بقضائه ، و اسئله ماذا فعلت لتفعل بي ذلك ، لم افعل اي شئ لتعاقبني عليه لما كل هذا البلاء و التعذيب و الهوان ، فيزداد عذابي وهواني علي الناس ولا تفلح كل الحيل و يتعجب الناس ، بكل حيلي وعقليتي و لا يتيسر الحال ।
كنت لا ارضي بقضائه ، فلعنني و كانت تصاحبني لعنة اينما ذهبت وتنال ممن حولي ، فمن يفهم يهرع مني ، ومن لا يعي يناله الكثير من الاذي ।
ظل الامر فترة طويلة من الوقت الي ان ازال الله عني نعمة كان يهبها لي و كنت غافلا عنها هي نعمة النسيان ।
النسيان । كنت انسي الالم و لا اذكره الم دفين بداخلي ناتج عن جرح ما اصبت به بلا جريرة مني ولكن الله انسني اياه فكنت لا اشعر به و كأنه لم يكن موجودا يوما و عندما كان يذكرني احد به لم اكن اذكره لم اجرح هذا الجرح من الأساس ।
و فجأة و بلا مقدمات و في لحظة سخرية من الاخرين , اتذكر الجرح كأن هناك من يخبرني به داخل ذهني , وكأن الجرح لم يكن قديم واندمل كان الجرح حالي و الم فظيع اكتمه و لا ينكتم و صراخ قاومته امام الناس و لم تفلح عيني ان تحبس دموعها يسألوني فأخبرهم بلا سبب ظن البعض حسني الظن بي انه حضور ولكنه لم يكن
فكنت اصرخ وانا نائم و امشي اكلم نفسي و نسيت نفسي و كل شئ سوى الالم و لم اجد دواء و لا مسكن له و فجأة ادركت النعمة التي زالت نعمة النسيان كان الالم موجود ولم اكن اشعر به لان هناك نعمة لم ادركها بل من الممكن ان اكون جحدت الكثير من النعم التي اعيش فيها
اخبرك بذلك لم رأيتك تنكئين جرحك كلما اوشك ان يندمل تعذبين نفسك تذكريها بالألم من لحظة لاخري كأنك لا ترغبي في ان يفر الالم منك ارحمي نفسك و اتركي الجرح لا تنغزيه بسكاكين الذكري ، انت بذلك يائسة من رحمة الله و غير راضية بقضائه ،
ليست بمشيخة ولا دروشة يا نفسي بل هيه تذكير بالنسيان نسيت النسيان فنسيك ,
مررت بأيام اطلب من الله ان يرزقني النسيان ، النسيان نعمة اصبحت ادرك قيمتها الاخرون يحسدوني عندما اتذكر ما ينسوه انا اتذكر وانسي و احمد الله تعالي علي النسيان قبل التذكر لاني لما اعترفت بنعمة النسيان اعطاني معها نعمة التذكر هذه في وقتها و مع ما يلزمها و تلك كذلك
و ان حاولت ان اذكر نفسي بنعم الله تعالي علي انا وحدي امل و انا احصيها لادرك انها لا تعد ولا تحصي
اللهم اغفر لي و سامحني و ارزقني العفو والعافية

ليست هناك تعليقات: