الأحد، 15 مايو 2011

غصة في الحلق

كنت سأهرول خلفها ، لكني حسبت المدة الزمنية ، لن الحقها ، فقط اتذكر كلماتها لي ، و هذه الدمعة التي ترقرقت في عينيها تأبي النزول ، او قد يكون مجرد لمعة لا ادري ، فقط اشعر بكلماتها و كأنني من أنطق بها ، تلك الغصة التي شعرت بها اشعر بها عند نفس الكلمة و عند نفس الحروف ، فقط حاولت ان ابدو متماسكا و الا يبين علي اي شئ ، لا اريدها ان تشعر بما أحمله تجاهها ، فلجأت لرد فعل عكسي ، السخرية ، كالعادة تنشد شفتي تجاه اليسار قليلا مع ابتسامة رفيعة حادة ، و استطرتد في اي كلام لا اذكره ولا ابينه فقط كلام يخرج ، اي شئ بدون اي معني ولكني عندما اتذكره الان اكتشف انه يكشفني ، يكشفني امام نفسي لا امامها ، انا متبلد المشاعر ، معني ما قلته باي صيغة ما و علي اي محمل هو انا متبلد المشاعر لا اشعر باي شئ ، بدون ان اشعر لم اجدها امامي ، هل بادلتني التحية قبل ان تنصرف و لم الحظ ، ام هل هربت من امامي حتي لا تفر دمعتها ، هل سألحق بها ، انا مغيب عن الزمن لفترة ، كنت شاردا فيما لا ينبغي الا اقوله ، وبالتالي لم اشعر بالوقت ، كنت ارتب كلماتي اليها و لكني لم اجدها امامي ، لو لحقتها لو استطعت ، هل اعتذر لها ، هل اسئلها عن سبب كل هذا الحزن التي تحمله عينها ، اري الوجع بداخلها ، و أخشي ان لا اتحمل معها مسئوليته ، خبرت من يتألمن لكثير من الامور البسيطة ، ولكني لن اغامر معها ، ربما لا اتحمل ، لم اعد قادر علي حمل الوجع عن احد ، ولا حتي بالكلام ، لم اعد قادر علي سماع حكايات الالم ، لم اعد اشعر به ، كل ما اريده ان انجح في رسم بسمة في عينها ، أحلم بروحها ترقص علي رياح باردة لا تسقطها، ارها تدور حول نفسها ، و فستانها يدور و يرتفع معها و كأنه جناحيها ،
لن الحق بها ، هل ارسل باعتذار لها ، عن اي شئ عن سخريتي الدفاعية التي استخدمها لاخفي مشاعري لاني اؤمن ان المشاعر ضعف ،
هل اخبرها انني بالفعل اقدر ما قالته و انني كنت منتبه لكلماتها انا الان اذكرها ، ليس خيال ، فقط اعيد شريط الذاكرة للخلف و اعيد التشغيل ، وبدل ان أكون شارد أتذكر ما قالته ، كم جميل ما قالته ، حتي لو لم يكن ذهني معه وقتها ، لقد قلتي ... وقصدتي .... و انا ....
هل غريب ان اشعر بها ، بكلماتها ، بالغصة التي شعرت بها و هي تحدثني ، هل غريب اني عرفت انها بكت بعدما انصرفت ، قد أكون واهم ، او متخيل ، و لكني لا اعرف سبب ذلك ، وجع ، لكني لا اريد ان اعرف وجعها ، أخذلها ، هي لا تتوقع مساندتي ، لا اريد فقط ، سأمت الوجع ، أريد نشوة ، فرح ، انطلاق ، تحليق في السماء ،
أريد ان أعود دون الرابعة ، فقط اضحك ، اقهقه ، ينشرح قلبي بلا سبب ، اقفز ، اجري ، الاحق اي شئ ، اي اخر ، فقط أنطلق ।
تلك الغصة في الحلق ، كيف اقوم بذلك وهي تتألم ، كيف اتخيل ذلك ، اريده لكلانا ، وكيف و هي موجوعة ،
لا اعرف وجعها ، فقط أشعر بألمها و لكني لا أعرفه ، أحمله معي منذ رآيتها ، ولا أحمله عنها ، لن تتخفف منه الي لو صارحتني ، قد يزيد لو علمت به .

ليست هناك تعليقات: