الأربعاء، 11 يوليو 2012

تنورة

التحليق ، ابحث في ذهني عن مفردات مختلفة ، عن الفارق بين الطير الذي يفرد جناحيه و يحوم ، و الفعل للطائر الذي يرفرف بجناحيه و يطير ، يحوم ، يطير ، يحلق ، لا اعرف لا يحضرني شئ محدد ، فقط الشعور بالفعل ،ذلك الشعور الذي ينتابني عندما امارس التنورة ، اقف في وسط الغرفة الفارغة ، في مسكني المستقبلي الخالي ، و اقف و ادو حول نفسي ، ادور ، وادور ، اعرف السر في الا اسقط و الا اقع و الا تدور رأسي و انا ادور ، فقط احلق ، اعلو  ارتفع ، استمر و اسرع كأنني اريد الصعود بلا توقف
في فرقة الفنون الشعبية من عدة سنوات علمني اياها زميل ، يعمل في باخرة راقص تنورة ، اصبحت التنورة لعبتي المفضلة ، كلما شعرت بالالم بداخلي التجئ اليها ، او الي التجوال دون هدف لساعات في شوارع اجهلها ،
الرقي في التنورة انها حالة من الوجد الخالص ، انها تحالف جسدي روحي علي التخلص من الامك ، حالة من الانتشاء ، كتعاطيك مواد مخدرة ، تدرك احساس المولوية في دوارنهم ، الوصول للمحبة العليا بذكر الله في غيبة نشوتك .
من يعرف طريقها لا تدركه (دوخه) فقط يحلق مع نفسه ، و كلما زادت سرعته كلما وصل للدوران حول الذات دون دفع منها ، يتمركز جسده حول قلبه و يدور و يدور ، كل الصور المتتابعة التي تراها عينك ليست من الواقع ، تأتي من خلف الذاكرة المهملة ، تدافع و تسرع مع سرعة دورانك ، تبحث عن موضع الالم و تقف صورته امامك ، فتسقط فجأة ، لتعرف موضع الالم داخلك ، تستقر علي الارض فترة ، الصورة تعتصر نفسها ، و تعتصرك معها ، تتخلص من نفسها ، و تشفي جرحك ، لا تستطيع الاتكاء علي قدمك الا عندما تتخلص من الصورة نهائيا او تنتصر الصورة لنفسها و تذيل تذبذبها و تتضح امامك ، هناك اما ان تعيد الكرة ، او ان تتعايش مع الصورة التي ادركت انها صاحبة الالم داخلك

ليست هناك تعليقات: