أفكار حول التحرش الجنسي في مصر
هناك حالة من النقاش العام حول ظاهرة التحرش الجنسي في مصر وذلك بعد تسجيل مجموعة من المدونين لهذه الظاهرة بمختلف الوسائل التقنية ونشر هذه التسجيلات علي الانترنت مما صد الأبواب في وجه من ينكروها وكان من تسجيلاتهم يتضح أن حالة التحرش الجنسي الجماعي الصادرة من مجموعات غير متجانسة من الشباب الذكور ضد أي أنثى دون تمييز في الشارع دون مداراة أو حتى افتعال أسباب مما يشير إلي أن الظاهرة مختلفة عن الموضوعات المدروسة في الأطر الاجتماعية فهذه الظاهرة الجديدة هي تطور لمفاهيم التحرش السابقة التي كانت تقتصر علي حالات فردية وليس تحرش جماعي دون تمييز
فيتضح لنا عناصر مميزة لهذه الظاهرة والتي تجعلها جديدة
أن الفاعل هنا مجموعات وليس فرد أو أفراد
ارتكاب أفعال جنسية سواء بالفظ أو اللمس أو أكثر دون تمييز
ضد أي أنثي دون تمييز
في الطريق العام
ويكون الحدث مواكبا لفترة الأعياد أو المواسم
ويكون مواكبا للتزاحم علي أماكن اللهو أو قضاء وقت العيد مثل السينمات والملاهي والحدائق العامة
(فاعل – فعل – مفعول به – زمان – مكان )
ويرجع الناس بذاكرتهم الحديثة حول بداية الظاهرة فيربطون بينها وبين ظاهرة التحرش الجنسي في الأتوبيسات العامة في سبعينات القرن العشرين حيث كان الازدحام الشديد الناتج عن زيادة السكان في ظل ثبات الخدمات وعدم زيادتها فكانت التشبيهات لوسائل النقل العام أنها مثل علبة السردين او البلوبيف ليعبر اللفظ عن التصاق الأجساد والتحامها وهناك قصيدة شهيرة للتعبير عن هذه الظاهرة وهي قصيدة ع المحطة للشاعر أحمد فؤاد نجم
وفي ظل وجود سبب تتغيب فيه الإرادة وتنتفي أو تضيع بين طرفيها لتصل إلي أن حلها في موصلات أخري أو سيارة اجري تاكسي أو المترو نجد أن الظاهرة كادت أن تختفي بزوال أسبابها أو سببها الأساسي وهو وسيلة النقل العام المزدحمة
والبعض كان يرجع هذه الظاهرة في السبعينات إلي الجرأة الشديدة التي كانت السمة المميزة للسيدات هذه الفترة وسيادة الأفكار التقدمية مثل حرية الجسد والمساواة في حق المبادرة للمرأة في مقابل تشتت المجتمع حول تقبل هذه المفاهيم أو الرجوع لأخلاق القرية وقيمها فكانت فترة تصارع فيها القيم الاجتماعية كانعكاس لصراع الأيدلوجيات الساسة في مصر كل يحاول أن يجعل مرجعياته اتجاه سائد
ولكن الظاهرة التي انكشفت في 2007 مختلفة عن الظاهرة السبعينية و لا يجود تشابه سوي في الفعل الجنسي فقط فالظاهرة الجديدة لها مظاهر خطيرة مثل عدم التميز و غياب الإرادة للطرف المفعول به
لذا لمحاولة علاج هذه الظاهرة اجتماعيا وليس امنيا يجب البحث عن أسبابها وقبل معرفة أسبابها يجب أن نعرفها فما هو الذي يعد تحرش وما الذي يعد مجرد مغازلة مقبولة وما الحد الفاصل بين التحرش والمغازلة وما الفارق بين التحرش وانتهاك الحرمات أو الاغتصاب أو خلافه
( تعريف التحرش الجنسي – مظاهره – أنواعه – تمييزه عن غيره – أسبابه – العلاج ).
تعريفي للتحرش الجنسي :
هو فعل جنسي خادش للحياء يصدر من شخص ضد شخص أخر دون إرادة من الموجه إليه الفعل
عناصر التحرش الجنسي
الفعل الجنسي الخادش للحياء سواء باللفظ أو بالفعل
صادر الفعل من طرف أول فاعل بإرادته المنفردة دون تشجيع من الطرف الثاني
صادر ضد طرف أخر دون أراده منه وقد تصاحبه المفاجأة حتى لا يستطيع اخذ مبادرة بالاحتراز من فعل الطرف الأول
عدم رضا الطرف المفعول به سواء قبل الفعل أو بعده
مظاهر التحرش الجنسي
تحرش جنسي بالفظ : مثل إصدار أقوال فاحشة أو ألفاظ تدعوا لممارسة الفحشاء أو ألفاظ واصفة بطريقة مبتذلة ومسيئة لأعضاء جنسية للطرف المفعول به
تحرش جنسي باللمس : مثل الاحتكاك الجسدي والمداعبة الجنسية بالمس باستخدام اليد او الجسم كله ضد أماكن حساسة وجنسية بالطرف المرتكب ضده الفعل
تمييز التحرش الجنسي عن غيره :
التحرش الجنسي والاغتصاب:
التحرش يقتصر علي مجموعة من الأفعال والأقوال دون ممارسة الفعل الكامل أو محاولة المواقعة فهما يتفقان في الإرادة المنفردة للفاعل وغياب إرادة المرتكب ضده الفعل الإكراه المفاجأة التغييب
التحرش الجنسي والمغازلة:
أهم فارق بينهم هو وجود إرادتين متماثلتين فقد تكون اصدر الطرف الأخر مؤشرات تعطي الانطباع بالرغبة في المغازلة أو يصدر منه ما يعني قبوله لما صدر ضده من أفعال
وغالبا ما تختفي عن المغازلة الحس الجنسي ودائما تكون عن تمييز لشخص محدد
القبول التمييز المؤشرات
أسباب الظاهرة
الكبت الجنسي هو المتهم الرئيسي في ظاهرة التحرش الجنسي ولكن ما هو مفجر هذا الكبت الجنسي انتشار الأفلام الإباحية وسهولة الحصول عليها في ظل التطور التكنولوجي سواء بتبادلها علي التلفون المحمول أو الحصول عليها من مواقع الانترنت دون فرصة تفريغ للشحنات الجنسية الناتجة عن الإثارة من رؤية الأفلام الإباحية وان الظاهرة يغلب عليها الشباب صغير السن تحت سن 18 عام فغياب مقومات الضمير والتحكم في النفس
( أسباب فردية للفاعل والمفعول - أسباب مجتمعية )
أسباب مجتمعية
التناقض الثقافي في المجتمع المصري
سيادة الشعور بنقص اللذة والسعادة في الحياة مما يدفع إلي الجنس كمصدر للذة والسعادة
الإعلام المفتوح وتأثر به مثل القنوات الفضائية الخارجة والإباحية ورغبة المراهقين في التجربة والتقليد دون أي توجيه
الصحبة السيئة ونقل الخبرات الغير صحيحة في ظل غياب التوجيه الأسري
تناقض المعايير المجتمعية والمبادئ والقيم وسيادة قيم أعلاء الرغبة وفعل ما أريده بغض النظر عن الآخرين المهم اعمل اللي أنا عاوزه
تأخر سن الجواز و كثرة وجود نماذج للمتبتلين والعوانس دون زواج ناتجة عن عوامل اقتصادية مما أدي إلي غياب الأمل من خوض تجربة الجنس بسبل شرعية الزواج
سوء الأحوال الاقتصادية في مقابل تجريم البغاء أدي إلي عدم توفر منافذ شرعية مناسبة في ظل رفض مجتمعي للبغاء في العلن وممارسته في السر
استعراض وتقليد الملابس المثيرة إلي حد الاستعراء
العلاج :
كيف يكون علاج مجتمع متناقض دون اللجوء إلي إعلاء القيم الدينية التي تستخدم غالبا بأسلوب خاطئ يؤدي إلي زيادة في الكبت الجنسي
التوجيه الأسري لأولادها وليس الرقابة الصارمة التي تؤدي لنتائج عكسية
تفهم الأبناء واحتوائهم وتوجيه نشاطاتهم إلي اتجاهات مفيدة والعمل اليدوي والأنشطة الرياضية
توجيه الأبناء في فترة الأعياد والمواسم إلي البحث عن اللذة والسعادة في أشياء أخري غير الجنس مثل نشوة الانتصار في الألعاب الرياضية
عدم ربط السعادة واللذة بالجنس
وهذا ليس كل شئ وإنما هو مجرد محاولة وأفكار حول التحرش الجنسي داعيا إلي دراسته بشكل علمي وموسع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق