الجمعة، 14 مارس 2014

اوراق قديمة

في موسم تقديم الاقرار الضريبي لا اتذكر اين وضعت بطاقتي الضريبة ، دعبست في أوراقي التي نقلتها دون عناية من مكان لأخر و ساعدني احدهم في ذلك علي عجل ، الان و انا احتاج اوراق لم انظر بها منذ عام تقريبا تختلط الاوراق مع بعضها القديم و الحديث ، تصتطدم عيني بشهادات تخرجي و اوراق من شركات عملت بها و مكاتب التحقت بها وصور رسمية من مستندات تخصني او لاتخصني ، او كنت اعتقد وقتها انني سأحتاجها ، في صورة ضوئية من البطاقة الشخصية الورقية استغربت صورتي ، كانت وسط اوراق الشهادة الثانوية و كانت صورة اخرى علي الشهادة ، (صورة مين دي ) لم أعرف ، تلك الاوراق المدفونة من أعوام في ادراجي و نسيت الاطلاع عليها ، من كنت و من انا الان ، قفزت الي ذهني موقف ضابط الجوازات : وشك دلوقتي مدور و الصورة وشك فيها مثلث انا ممكن مطلعكش الطيارة ، تاريخ صورة الجواز و تاريخ السفر بينهم ثلاث أعوام فابتسمت في وجهه و سألته عن الحل ، وكانت اجابته ودودة انه سيتركني امر علي ان اوعده بتجديد جواز السفر بمجرد عودتي استجبت له و نفذت وعدي ، ثلاث سنوات رسمت علي وجهي ملامح أخرى ، ماذا لو كانت صورة الشهادة الثانوية في جواز السفر ، أضحك و أنا اتخيل وجه رائد الشرطة و هو يقارن بين الصورة الشخصية و وجهي
رفعت صورتي القديمة و توجهت للمرآة و قارنت بين وجهي و بينها ، ترى ماذا كان يدور في رأسي في ذلك الوقت ، حاولت التذكر ، تذكرت قنوتي و تململي من الحياة ، و غضبي الدائم و صعو بة ارضائي ، و ادركت وقتها انني كنت في نعيم لا ادركه قد تركته الي نعيم ادركه ، فالرضا عن حالي الأن منبعه ادراكي للنعم التي حلت علي ، و غضبي وقتها بسبب عدم فهمي لطبيعة النعمة التي كنت فيها
ربما منعك فاعطاك
و ربما اعطاك فمنعك
و ربما اعطاك الفهم في العطاء و فهم المنع فاعطاك الفهم
و ربما حجب عنك الفهم فاعطاء نعمة رضاء بغيب لا تدركه
و كانت جملة لو علمتم الغيب لتمنيتم الواقع تحوم حول رأسي ، فجذبتها الي و دخلت منها الي ذاكرتي في اعوام دراستي الثانوية ، رأيت مخلتي القماش المخططة بالاخضر الفاتح و الازرق و رأيتني أجذب حبلها الابيض المعتم من الاتربة و اغلق فوهتها به و اعقده علي ربطة اذن الارنب ، و تربت يدي في درج الدكة علي مجموعة كتب ، و اميل علي زميلي المنتبه لمدرس الاحياء و هو يشرح التكاثر و اهمس له : هتفضل كده زي الامبيبا بتتكاثر ذاتيا ، فيكتم ضحكته و هو يدفعني بكوعه لاصمت فأخرج كتاب من الدرج في خفاء دون ان ارفعه واشير له فينظر له و هو يفتح فاه و يخرج من جيبه جنيها ليشتري مني الكتاب قبل الفسحة و حصول اخر عليه ربما كان الكتاب احد سلسلة رجل المستحيل او ملف المستقبل لا اري جيدا الان هو من نفس القطع الصغير .
ترى لو قابلت احد زملاء الثانوية و اخبرته انني الان بائع كتب سيصدقني ، اتخيل ملامح احدهم و انا اخبره ، انسى ما كنت ابحث عنه و اجد ورقة كتبتها لنفسي لاتذكر عليك بكذا و كذا
ياااااااااااه ، هل كنت اعرف ان طريقي الي ما انا فيه كنت ساسلكه ، لم ارسم لنفسي الطريق و لم امشي فيه و لكنني عرجت عليه من عدة طرق فوصلت لنصيبي الذي كنت ساصل اليه بكل حال

ليست هناك تعليقات: