ادخل للصيدلية اسأل عن صبغة شعر بيضاء ، يعتذر مبتسما و يخبرني بالالوان المتاحة
اريد ان امرر بعض الخيوط البيضاء في رأسي ، هناك ثلاث شعرات بيضاء في طرف ذقني يتداروا عند اطلاق لحيتي ، يحكي لي الخال عن جد لنا كان كلما زاد عمره اسود شعره اكثر و ان الشعرة بعدما تشيب و تبيض تسود مرة اخري و تصبح اكثر سوادا مما سبق ، و انه يهيم في دروب قبائلنا ببضائعه ، يحط في احد البطون فيتزوج منها و يترك بذرته و يرحل ، و كان يصحبه فتى يرعى بغلته و يجرها له و ينزل من عليها بضائعه ، و يجلس علي باب مسكنه - خيمته - حتى يترك بذرته ، مات الجد من اعوام و بقي الفتى يحكي حكايته ، علي الرغم من مرور السنين عليه الا انه فتى ، امرد . نحيل . تنسدل من تحت قبعته خصلاته المقصوصة ، يلجأ الاحفاد للفتى ليثبتوا مرور الجد بقريتهم ، يأخذهم من ايديهم و يتجه لطورمبة المياه خلف خيمته ، و يصب عليهم ليغتسلوا ، و ينظر في وجوههم ، فيصرف من يصرف و يبشر من يرى انه من ابناء عمومتنا ، و في لحظة رضا و هو منتشي بلحم غزال يسيل مرقه علي ذقنه سألته كيف يعرفهم ، اجابني بان اغسل و جهي في مياه الطرمبه و أعود ، اجلسني بجواره و امرني ان انظر لوعاء الماء بجوار النار ، و سألني عما اري ، وجدت وجهي يترقق علي صفحة الماء ، قال : ان جبال الكحل تفنيها الموارد و ان ولاد سيدي زي جدهم كحل عنيهم رباني مبيتغسلش بالمي .
نظرت لوجهي في المياه و جلست بجواره و انتظرت المزيد ، و سألته عن عمره فضحك و لم يجيب ، و بعد فترة قال : عارف كمان ولاد سيدي مبيشبوش ، شعرهم اسود غميق و كل مبيهرموا بيسود اكتر .
مر علي تلك الجلسة عشرون عام ، و مللت الرحيل لدروب عوائلنا لاعرف مرسى فتى جدي ، فلا هو يستقر و لا يعثر عليه الطامعين في اسم قبيلتنا ، وهم انواع يغلب عليهم الراغبين في مزج دماءاصلابهم بدمائنا ليخرج خلف يحمل اسرارنا المحمولة من المعابد القديمة ، لا يعرفون انها لا تلقن و انما تسرى بيننا دون علمنا او رغبة مننا
في عامي الخامس و الاربعين لا تزال رموز قبيلتنا محفورة علي سحنتي فلا الدموع تخفي ظلال الرموش في ضي الشمس و لا شاب شعر الراس ، و احن لزيارة دروبنا ، و لو رؤني بالحال هذه لعرفوا ان دمائي خالصة ، و يفتضح امري بين عجائز القبائل ، فلا ضير من شيبة مصطنعة ، فمقتل سيد سيدي كان بيد الخائفون من ظلالنا الطائفة في الضحى ، فلا قبل لاحد علي قتالها ، ولا التمنع عليها في الليالي القمرية الكاملة ، و ان بوحه لصديقه انها لا تختفي الا بموت صاحبها ، كتب علي من يحمل منا ريح جدي مصيره ، فاما الغربة الدائمة و الرحيل بلا سكون ، و اما انتظار الموت في مكان واحد
صبغة شعر بيضاء قد تحل المشكلة اذا صحوت في الفجر و لم اترك اطياف ظلالي حرة و انا نائم حتى الضحى ، و الا انام في الليالي القمرية التامة ، لن يتشكك بي احد ، فقط تلك المرأة العجوز التي همست لي بسري و لم تفضحني في مقابل مضاجعتها ، فخطوط ذقنها الزرقاء المدقوقة ترسم علامة حسن و كحلة عينها الكثيفة تخيف سحرة الضوء و اسنان فرجها نعمتها كثرة الولوج فيها ، قد افلت منها و ان اصطادتني فللظلام حيله ، فقط لو اعثر علي صبغة شعر بيضاء
اريد ان امرر بعض الخيوط البيضاء في رأسي ، هناك ثلاث شعرات بيضاء في طرف ذقني يتداروا عند اطلاق لحيتي ، يحكي لي الخال عن جد لنا كان كلما زاد عمره اسود شعره اكثر و ان الشعرة بعدما تشيب و تبيض تسود مرة اخري و تصبح اكثر سوادا مما سبق ، و انه يهيم في دروب قبائلنا ببضائعه ، يحط في احد البطون فيتزوج منها و يترك بذرته و يرحل ، و كان يصحبه فتى يرعى بغلته و يجرها له و ينزل من عليها بضائعه ، و يجلس علي باب مسكنه - خيمته - حتى يترك بذرته ، مات الجد من اعوام و بقي الفتى يحكي حكايته ، علي الرغم من مرور السنين عليه الا انه فتى ، امرد . نحيل . تنسدل من تحت قبعته خصلاته المقصوصة ، يلجأ الاحفاد للفتى ليثبتوا مرور الجد بقريتهم ، يأخذهم من ايديهم و يتجه لطورمبة المياه خلف خيمته ، و يصب عليهم ليغتسلوا ، و ينظر في وجوههم ، فيصرف من يصرف و يبشر من يرى انه من ابناء عمومتنا ، و في لحظة رضا و هو منتشي بلحم غزال يسيل مرقه علي ذقنه سألته كيف يعرفهم ، اجابني بان اغسل و جهي في مياه الطرمبه و أعود ، اجلسني بجواره و امرني ان انظر لوعاء الماء بجوار النار ، و سألني عما اري ، وجدت وجهي يترقق علي صفحة الماء ، قال : ان جبال الكحل تفنيها الموارد و ان ولاد سيدي زي جدهم كحل عنيهم رباني مبيتغسلش بالمي .
نظرت لوجهي في المياه و جلست بجواره و انتظرت المزيد ، و سألته عن عمره فضحك و لم يجيب ، و بعد فترة قال : عارف كمان ولاد سيدي مبيشبوش ، شعرهم اسود غميق و كل مبيهرموا بيسود اكتر .
مر علي تلك الجلسة عشرون عام ، و مللت الرحيل لدروب عوائلنا لاعرف مرسى فتى جدي ، فلا هو يستقر و لا يعثر عليه الطامعين في اسم قبيلتنا ، وهم انواع يغلب عليهم الراغبين في مزج دماءاصلابهم بدمائنا ليخرج خلف يحمل اسرارنا المحمولة من المعابد القديمة ، لا يعرفون انها لا تلقن و انما تسرى بيننا دون علمنا او رغبة مننا
في عامي الخامس و الاربعين لا تزال رموز قبيلتنا محفورة علي سحنتي فلا الدموع تخفي ظلال الرموش في ضي الشمس و لا شاب شعر الراس ، و احن لزيارة دروبنا ، و لو رؤني بالحال هذه لعرفوا ان دمائي خالصة ، و يفتضح امري بين عجائز القبائل ، فلا ضير من شيبة مصطنعة ، فمقتل سيد سيدي كان بيد الخائفون من ظلالنا الطائفة في الضحى ، فلا قبل لاحد علي قتالها ، ولا التمنع عليها في الليالي القمرية الكاملة ، و ان بوحه لصديقه انها لا تختفي الا بموت صاحبها ، كتب علي من يحمل منا ريح جدي مصيره ، فاما الغربة الدائمة و الرحيل بلا سكون ، و اما انتظار الموت في مكان واحد
صبغة شعر بيضاء قد تحل المشكلة اذا صحوت في الفجر و لم اترك اطياف ظلالي حرة و انا نائم حتى الضحى ، و الا انام في الليالي القمرية التامة ، لن يتشكك بي احد ، فقط تلك المرأة العجوز التي همست لي بسري و لم تفضحني في مقابل مضاجعتها ، فخطوط ذقنها الزرقاء المدقوقة ترسم علامة حسن و كحلة عينها الكثيفة تخيف سحرة الضوء و اسنان فرجها نعمتها كثرة الولوج فيها ، قد افلت منها و ان اصطادتني فللظلام حيله ، فقط لو اعثر علي صبغة شعر بيضاء
هناك تعليق واحد:
عجبتني اوووي
إرسال تعليق