الأحد، 13 مايو 2012

قرفصة

القت علي التحية و هي مارة من امامي ، و غمزة بعينيها ، ادعيت عدم الانتباه و لم ارد تحيتها ، فوقفت و رمت عليا عبارتها الساخرة ، لسه بتام مقرفص يا وله ، لم اجد من سخريتها حرج فقط اتسعت ابتسامتي التي اداري بها كل شئ ، تلك الابتسامة المدربة علي شق وجنتي و ابراز اسناني بشكل ما ، تلك الابتسامة التي تضغط علي وجنتي حتي يضغطا علي عيني فيضيقا فلا يبين الحزن فيهما و تتحول رققت الدموع المحبوسة الي لمعة و بريق زائف ، رددت فقط بابتسامتي البلهاء و رفعت يدي الي جبهتي محييا ايها دون كلام حتي لا تطيل الوقوف ، ابنتها في المرحلة الثانوية و هي ام ، كانت فتاتي و هي في مثل عمر ابنتها ، اختارت هي الواقع و انا انتقيت الاحلام المتبخرة احلق خلفها و ارتمي في سحاباتها و اتساقط بمطرها و اغرق في بحورها ، احلامي التي لا تنتهي و انا معها ، سخريتها مني انني ما زلت انام مقرفص ( تعبير شعبي نسوي ) يعبر عن الرجل الشاب الذي لم يتزوج بعد ، هو لا يستطيع ان يفرد طوله لانه ينام بمفرده ، هو ينام مقرفص لانه مفتقد للحنان الذي يمنحه حضن امرأة ، انه يحتضن ركبتيه و يضمهما الي صدره لانه يفتقد صدر امرأته التي لم تأت بعد ، اصرت هي ان تسمع ردي عليها و لم تنصرف ، فككت ابتسامتي المركبة ، و نظرت اليها بتحدي ، و انتظرت لحظات قبل ان اخبرها ، هو جوزك يعرفني مش كده انا ممكن اقعد ع القهوة اللي بيقعد عليها ، تغيرت ملامحها في لحظات و اشاحت بذراعها في وجهي و انصرفت ، انا حتى لو جالست زوجها لن اخبره بشئ و هي تعرفني جيدا ، فقط كنت لا اتحمل و قفتها المتقصعة امامي تفرد ساقي و تلوي ساق و احدي يديها في وسطها ، كانت كأنها تمارس طقوس الردح الشعبية الخالصة و هي تتحدث الي ، كانت تنطلق منها كل تعبيرات العداوة ، كانت تريدني ان اشعر بالندم عليها ، و لكني عندما اري زوجها اشعر بالندم عليه ، تري لو كنت ارتبطت بها هل كنت سأصبح هذا الزوج متهدل الكرش التي تلو نظرته كسرة العجز من طاحونة الحياة التي دخلها مبكرا لكي يكفي نفسه .
قرفصة هل لو لي مثل كرشه كنت استطيع ان اضم ركبتي الي صدري هكذا

ليست هناك تعليقات: