القت علي التحية و هي مارة من امامي ، و غمزة بعينيها ، ادعيت عدم الانتباه و لم ارد تحيتها ، فوقفت و رمت عليا عبارتها الساخرة ، لسه بتام مقرفص يا وله ، لم اجد من سخريتها حرج فقط اتسعت ابتسامتي التي اداري بها كل شئ ، تلك الابتسامة المدربة علي شق وجنتي و ابراز اسناني بشكل ما ، تلك الابتسامة التي تضغط علي وجنتي حتي يضغطا علي عيني فيضيقا فلا يبين الحزن فيهما و تتحول رققت الدموع المحبوسة الي لمعة و بريق زائف ، رددت فقط بابتسامتي البلهاء و رفعت يدي الي جبهتي محييا ايها دون كلام حتي لا تطيل الوقوف ، ابنتها في المرحلة الثانوية و هي ام ، كانت فتاتي و هي في مثل عمر ابنتها ، اختارت هي الواقع و انا انتقيت الاحلام المتبخرة احلق خلفها و ارتمي في سحاباتها و اتساقط بمطرها و اغرق في بحورها ، احلامي التي لا تنتهي و انا معها ، سخريتها مني انني ما زلت انام مقرفص ( تعبير شعبي نسوي ) يعبر عن الرجل الشاب الذي لم يتزوج بعد ، هو لا يستطيع ان يفرد طوله لانه ينام بمفرده ، هو ينام مقرفص لانه مفتقد للحنان الذي يمنحه حضن امرأة ، انه يحتضن ركبتيه و يضمهما الي صدره لانه يفتقد صدر امرأته التي لم تأت بعد ، اصرت هي ان تسمع ردي عليها و لم تنصرف ، فككت ابتسامتي المركبة ، و نظرت اليها بتحدي ، و انتظرت لحظات قبل ان اخبرها ، هو جوزك يعرفني مش كده انا ممكن اقعد ع القهوة اللي بيقعد عليها ، تغيرت ملامحها في لحظات و اشاحت بذراعها في وجهي و انصرفت ، انا حتى لو جالست زوجها لن اخبره بشئ و هي تعرفني جيدا ، فقط كنت لا اتحمل و قفتها المتقصعة امامي تفرد ساقي و تلوي ساق و احدي يديها في وسطها ، كانت كأنها تمارس طقوس الردح الشعبية الخالصة و هي تتحدث الي ، كانت تنطلق منها كل تعبيرات العداوة ، كانت تريدني ان اشعر بالندم عليها ، و لكني عندما اري زوجها اشعر بالندم عليه ، تري لو كنت ارتبطت بها هل كنت سأصبح هذا الزوج متهدل الكرش التي تلو نظرته كسرة العجز من طاحونة الحياة التي دخلها مبكرا لكي يكفي نفسه .
قرفصة هل لو لي مثل كرشه كنت استطيع ان اضم ركبتي الي صدري هكذا
قرفصة هل لو لي مثل كرشه كنت استطيع ان اضم ركبتي الي صدري هكذا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق