النسيان نعمة ، تعرضت للألم الشديد ، الوجع بلا حدود ، تلك الذكري لهذا الوجع كلما قفزت من الماضي الي الذاكرة كلما ارتميت من الالم ، اشعر بكل لحظة من الالم كأنها الزمن كله و لا تنتهي ، اشرد بلا انقطاع ، لا اشعر بما يدور حولي ، فقط اسقط من الالم ، لا احد يعرف ما يحدث بداخلي ، لا احد يدعمني بالتالي و يقف جانبي ، يري انسحابي فيقرر ان يحترم رغبتي في الانسحاب ، الالم الجسدي محتمل ، هناك الم لا يمكن احتماله الم الذاكرة ، تلك الذاكرة التي تدعو الله كل يوم ان يمحيها ، ان يعطيك القدرة علي صنع الالغاء فيها ، او رفاهية اختيار ما تذكره و ما لا تذكره ، لا ان تقفز الالام فجأة الي الذاكرة تسقط فجأة في وسط الطريق ، تسيطر علي اعضائك و تقف ، تكمل سيرك و انت تجرجر نفسك ، تلقي بنفسك علي اقرب مقهي ، كل ما يشغلك ، هو كيف تقضي علي هذه الذاكرة ، او علي هذه الذكري ، تنتابني حالات من النسيان ، حالات تشبه انهيار الذاكرة ، تنهار الذاكرة كلها فيما عدى الالم ، تنهار حياتك كلها ، عملك ، اصدقائك ، اسرتك ، محيطك ، لا احد يعرف ما بك ، فقط تنهار الذاكرة و يبقي الالم ، انا دعوت ان انسي ، ان من طلب نعمة النسيان ، و اتنعم بها ، و لكنها مرت علي كل الحاضر و ابقيت الالم ، عدت سنوات مضت عندما شعرت باعادة انتاج الذاكرة لدي ، ذلك المسح الذي حدث للذاكرة ، تلك الذكري القديمة العميقة التي قفزت فجأة تلك القفزة الاولي لها ، عندما سقطت في اثرها و ظن الناس انني اغشي علي ، تلك التي ظللت في اثرها شارد لمدة 3 شهور ، و ظن البعض انني انجذبت ، عندما تعلق قلبي بالسماء طالبا الرحمة ، طالبا المغفرة ، ان يكشف لك الله نفسك ، ان يخبرك من انت ، و لا تتحمل ، لا تتحمل نفسك ، لا تتحمل سرك ، لا تتحمل الالم ، ان تتمني الموت كل لحظة ، ان تقترب من الله فيزيد الالم ، ان تبتعد عنه فلا يخف الالم ، انت خلقت بالالم من اجله ، لا يسع جسدك تحمل الالم ، تمحى ذاكرتك و لا تعرف الي من تتحث تهرب الاسماء و الصور من الذاكرة و يتبقي الالم ، ترسم ابتسامة بلهاء ترد بها التحية علي من لا تتذكرهم ، تتعلق باشخاص قلة ، تردد اسماهم عدة مرات في اليوم حتي لاتنساهم ، تبدء بكتابة اسمك في قطعة ورقة صغيرة تضعها في جيبك ، تضع جوار السرير مجموعة من الوريقات التائهة ، تصحو تختار واحدة ، تقرئها ، ما يجب فعله و ما لا يجب فعله اليوم ، ترتكن الي عمل بلا مسئوليات كبيرة ليس تخفيف المسئولية علي كاهلك ، ولكن حتي لا يتدمر من تتحمل مسئوليته ، حالة النسيان اصبحت كلية ، كانت لا تستمر سوى عدة دقائق ، الان افيق و اجد نفسي في اماكن لا اعرفها و مر علي الوقت اكثر من نصف يوم ، الحالة في تصاعد مستمر ، لا يعرف الطبيب حالتي ، اخشي ان تظل لايام او تستمر للابد ، سأسقط يوما و افيق لا اعرفني كما حدث في المرة الاولي من عدة سنوات ، سأكتشف نفسي من جديد ، و ابني علاقات جديدة و اناس جدد ، لا اعرف ما الزمن المتبقي ، اعرف انه عندما يحدث ساقابل فتاة كنت احبها و لا انام الا و صورتها مرسومة في خيالي ، و لا اعرفها ، سأقف امام المرأة و اسئل نفسي من انا ، اري رؤي و احلام فلا اعرف اذا كانت ذكري من احدي حيواتي ام انها حديثة في الحياة الحالية ، اصبحت اعطي لكل فترة زمنية بذاكرة مستقلة اسم حياة ، حياتي الاولي قبل الالم ، حياتي الثانية ( غياب الذاكرة ) ، حياتي الثالثة ( عودة الذاكرة ) ، و الحيوات الاخري اسميتها الفقدان الاول ، التيه ، البحث عن الانا ، سطوة الانا العليا ، عذاب الضمير ، لعنة الذات و كرهها ، التطهر ، طلب الغفران ، فقدان الامل ، السقوط من الذاكرة ، البحث عن اندماج الذاكرة ، ترقيع مؤقت ، ذاكرة صغيرة لعدة دقائق ،
انا اكتب الان لمعرفة نفسي ، لاعرف من انا ، هذه السطور ذكريات متقافزة تأتي الي و اسجلها في محاولة لتجميع نفسي و اعادة بنائي في حالة سقوطي النهائي من فوق الالم
انا اكتب الان لمعرفة نفسي ، لاعرف من انا ، هذه السطور ذكريات متقافزة تأتي الي و اسجلها في محاولة لتجميع نفسي و اعادة بنائي في حالة سقوطي النهائي من فوق الالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق